الأسبوع الماضى نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية تقريراً قالت فيه إن رئيس مكتب الأمن القومى السورى اللواء على مملوك زار القاهرة نهاية أغسطس الماضى، والتقى عددا من كبار المسؤولين فى مصر، ونقلت عما وصفته بـ«مصادر مطلعة» قولها إن الزيارة «كانت ناجحة جدا»، وأن الطرفين «راضيان عن نتائجها»، فى إشارة إلى مصر وسوريا.
وزادت الصحيفة اللبنانية التابعة لحزب الله بقولها إن مملوك بحث مع المسؤولين المصريين التعاون الأمنى بين البلدين فى مواجهة الإرهاب، وفى آفاق الحل السياسى فى سوريا والمبادرات المطروحة، وخطة المبعوث الدولى ستيفان دى ميستورا، والمساعى لعقد موسكو 3 وأنه جرى التوافق على ضرورة أن تلعب مصر دورا أكبر فى الشأن السورى لما تشكله سوريا من عمق استراتيجى للأمن القومى المصرى، كما تم الاتفاق -وفقاً لذات الصحيفة - على إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وصولا إلى إعادة تبادل السفراء قريباً، وأن القاهرة تستعد لتسمية الدبلوماسى أحمد حلمى قنصلا عاما مصريا فى سوريا.
إلى هنا انتهى الاقتباس من الصحيفة اللبنانية التى نشرت هذا التقرير بعد أيام من زيارة وفد إعلامى مصرى لدمشق قيل إنه تم الترتيب له بتنسيق بين خارجتى مصر وسوريا، وهو ما أوحى بأن هناك تحركات تجرى فى المياه الراكدة بين البلدين منذ أن أعلن المعزول محمد مرسى فى يونيو 2013 قطع العلاقات مع سوريا وسحب سفير مصر من دمشق وطرد السفير السورى من القاهرة، ويتزامن ذلك كله مع حالة صمت رسمى مصرى، فلا وزارة الخارجية خرجت لتؤكد أو تكذب تقرير الصحيفة اللبنانية الذى تداولته وكالات الأنباء العالمية، ولا حاولت شرح الموقف الحالى للعلاقات المصرية السورية، وتركتنا نغوص وسط متاهات إعلامية لا ندرى حقيقتها ولا صدقها.
لا أحد حتى الآن يعرف حقيقة الوضع.. الشىء الوحيد المعلوم أن مصر مع الحل السياسى للأزمة فى سوريا، وأن ما يهمها هو الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وخاصة الجيش العربى السورى، وهذا موقف مقدر من الجميع كونه يؤكد التوجه المصرى للحفاظ على سوريا وليس تفكيكها كما تريد بعض الدول، لكن كل ذلك ينبغى أن يترافق مع كشف للحقائق بدلاً من ترك الأمور كما هى الآن يسودها الغموض والضبابية، مما فتح الباب أمام التكهنات والاجتهادات.
العلاقات المصرية السورية ليست سبة ولا عيباً، لكن العيب أن نخفيها، فمصر ليست دولة «كارتونية» تخشى أن تعلن علاقاتها مع الدول، كما أنها دولة ذات سيادة وقرارها مستقل ولا تخشى من أحد إلا الشعب المصرى فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة