تيمور المغازى يكتب: "كيف تُستخدم لتُحارب أنت ذاتك وروحك وأرضك؟"

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015 12:00 م
تيمور المغازى يكتب: "كيف تُستخدم لتُحارب أنت ذاتك وروحك وأرضك؟" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كثير من الأوقات كنا نسمع عن تلك الحروب وما ينتج عنها من هلاك، فقد استطاعت فى عصر من العصور تدمير أكبر قوى العالم آنذاك، ألا وهى الاتحاد السوفيتى، حروب من نوع آخر يستخدم فيها كل سبل التطور والإدارة عن بعد من خلالها تستطيع الدول إحداث قلق وزعزعة فى أى دولة بالعالم ما لم تسع تلك الدول من مواجهة تلك الحروب قبل حدوثها، هنا وعندما انتهى الرئيس السيسى من جولاته الخارجية، والتى كانت من ضمنها روسيا والصين وبمجرد عودته إلى أرض الوطن كان رد الفعل سريعا جدا فقد ذهب فجرا للكلية الحربية مصنع الرجال ليلتقى بهم بنفسه أثناء تدريب شباب القوات المسلحة، ويتحاور معهم وينوه فى حديثه عن حروب الجيل الرابع والخامس، وقدرتها على تدمير أى بلد، وحثهم على مواجهة تلك الحروب بما أوتوا من قوة، ليس قوة بدنية أو عسكرية فقط ولكن قوة فكرية وتكنولوجية أيضا .

تحول ملحوظ فى إدارة كيفية مواجهة الأزمة، الرئيس بحديثه هذا وهو أعلى قائد بالوطن عندما ينوه إلى مثل تلك الحروب والأدق بعد لقائه بقيادة القوات المسلحة الروسية فى مركز الدفاع بروسيا، وأيضا بزيارته للصين فهنا يحتاج منا إلى وقفة متانية نقف عند حديثه هذا، ولا يمر مرور الكرام، حيث إن هذه الحروب أصبحت أمرا واقعا، وكان من الرئيس هو اختيار الزمان والمكان للحديث عن تلك الحروب أهمية قصوى، فالزمان بمجرد عودته زار مصنع الشهداء والتقى بشباب المستقبل الذين سيحملون الراية، راية المحافظة على هذا الوطن فى المستقبل والمكان، الكلية الحربية المصرية، رسالة قويه ولها مدلولات واضحة جدا، ومن هذا الحدث جعلنى أتساءل: كم من المصريين لديهم من العلم والمعلومات عن تلك الحروب؟..

للأسف قليل جدا على الرغم من أهميتها، حيث يستخدم هذا الجهل بتلك الحروب كسلاح بأيدى الأعداء والأجهزة الاستخباراتية بالعالم وكأننا أصبحنا أداه تستخدم ضد أوطاننا.. لا تستغرب فهذا ما يحدث بالفعل .

كان لدى الإصرار الشديد على البحث للوصول إلى أدق المعلومات لمعرفة ما هى تلك الحروب وماذا تستخدم ولمن تستخدم وما الهدف الأساسى منها كل هذه الأسئلة، كانت دافعا قويا يدفع بى إلى التطلع للوصول للمعلومة وترجمت تلك المعلومات لكى تصل اليكم جميعا .

وصلنا الآن إلى حروب الجيل الرابع والخامس وقبل أن أبحر إلى معرفة تلك الحروب ارجع معى إلى الخلف لكى نبحث عن الحروب السابقة ومعرفة كل جيل بما اتسم من أدوات .

1- حرب الجيل الأول: هى الحرب التقليدية بين دولتين لجيشين نظاميين، بين جيوش نظامية وأرض معارك محددة بين جيشين يمثلون دول فى حرب ومواجهة مباشرة .

2- حرب الجيل الثانى: يعرفها البعض بحرب العصابات والتى كانت تدور فى دول أمريكا اللاتينية، وتم استخدام النيران والدبابات والطائرات بين العصابات والأطراف المتنازعة .

3- حرب الجيل الثالث: يعرفه البعض بالحروب الوقائية أو الاستباقية كالحرب على العراق مثلاً، وسميت بحرب المناورات وتميزت بالمرونة والسرعة فى الحركة، واستخدم فيها عنصر المفاجأة وأيضاً الحرب وراء خطوط العدو .

أما حروب الجيل الرابع فتسمى أيضا بالحرب اللا متماثلة ويعرف بالصراع الذى يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المتحاربة من قِبل دول أخرى.. استخدم هذا المصطلح لأول مرة فى عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين، من بينهم المحلل الأمريكى ويليام ستِرگِس ليند لوصف الحروب التى تعتمد على مبدأ اللا مركزية.. وتعرف أيضا بأنها الحرب على المنظمات الإرهابية حسب المفهوم الأمريكى والتى يكون طرفى الحرب فيها جيش نظامى لدولة ما مقابل لا دولة أو عدو أو خلايا خفية منتشرة فى أنحاء العالم، وهذه الحروب هى السائدة الآن سواء فى العراق وليبيا وغيرها من تلك الحروب التى تمثل الحروب على المنظات الإرهابية مثل داعش والحرب على القاعدة، حتى جاء الوقت لاستخدام نوع آخر من تلك الحروب وهى حروب الجيل الخامس.

وحروب الجيل الخامس هى استخدام كل سبل التطور والتكنولوجيا لزعزعة استقرار الدولة المستهدفة سواء باستخدام وسائل الاتصالات الحديثة أو الإعلامية وتجنيد إعلاميين وقنوات فضائية ووسائل دعائية تروج لإشاعات غير صحيحة عن دولة معينة، مما تنتقل تلك الإشاعات عبر كل وسائل الإعلام، وهذا ما حدث خلال الفترة الماضية فى بعض الدول، وخاصة مصر، ولذلك كان رد الأجهزة الاستخباراتية المصرية قوى جدا بمساعدة الشعب من خلال ثورة 30 يونيو.

ويعرف أيضا بأنها استخدام للمعلومات الملونة والموجهة والمغلوطة والتى تستخدم لتحقيق أهداف ومصالح سياسية للبلاد، التى تطلقها على حساب استقرار الأوضاع فى أوطان أخرى تخرج ضدها تلك المعلومات، هكذا يعرف محللين سياسيين مصطلح «حروب الجيل الخامس».

وتعتبر تلك الحروب من الجيل الخامس هى الأخطر على أمن واستقرار الوطن، حيث لا يعلم فيها العدو الحقيقى سوى أنه يتم من خلالها استخدام العقول لتدمير الأوطان أى أنه أنت الذى تدمر وتساعد على عدم الاستقرار من خلال تغذية عقلك بمعلومات مغلوطة عن الوطن، وما يدور به من أحداث وهذا النوع يساعد بطريقه أسرع على تفكك الأنظمة والمؤسسات أنها حرب تستخدمك أنت فى قتل ذاتك وروحك، وفى النهاية ستجد نفسك كنت تحارب بالوكالة لصالح رجل جالس فى مكان آخر.

ويستخدم الجيل الرابع والخامس فى صناعة تكتلات وصراعات داخليه مثل صناعة حروب داخلية سياسية واقتصادية اجتماعية داخل الدولة المستهدفة، واستنزاف هذه الدولة التى تعانى من صراعات داخلية بمواجهة تهديدات خارجية عنيفة.

كل ذلك بالتزامن مع حرب نفسية يتم فيها الإعلان عن سقوط مناطق حدودية أو مدن حدودية بهدف التأثير فى معنويات الجماهير، وهذا ما كان سيحدث فى مصر وتحديدا فى سيناء، مما كان سيؤدى لدخول قوى أخرى مثل أمريكا وغيرها للضغط على القيادات المصرية بالتفاوض مع مثل هؤلاء، وهذا ما كان الدافع القوى للتدخل من قبل القوات المسلحة للسيطرة على هؤلاء بسيناء لتكون القوات المسلحة الفعل وليس رد فعل، ولذلك جاء لقاء الرئيس مع طلاب الكلية الحربية لتكون نقطه الإشارة للبدء فورا لتعليم هؤلاء كيفية مواجهة مثل تلك الحروب .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة