عبد الرحمن طايع يكتب: البيت الحرام

الإثنين، 14 سبتمبر 2015 02:07 ص
عبد الرحمن طايع يكتب: البيت الحرام الكعبة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع بدء موسم الحج وتوجه حجاج بيت الله الحرام بأنفسهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج تشتاق النفس المؤمنة أن تكون ضمن الحجيج والطواف حول الكعبة المشرفة والنظر إليها وتقبيل الحجر الأسود وملامسة الركن اليمانى والصلاة بمقام إبراهيم عليه السلام ثم أداء كل الشعائر وبخاصة الوقوف بجبل عرفات.

ولعل الكعبة المشرفة أول بيت بالأرض لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض" وهذا الحديث ذكره الزمخشرى كما أخرج الطبرانى والبيهقى فى الشعب عن ابن عمر رضى الله عنهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن البيت الحرام أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السموات والأرض" وقد فسر السدى رحمه الله فى تفسير قول الله تعالى "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِى عَنِ الْعَالَمِينَ "{97} (سورة آل عمران) أن هذا البيت هو أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقًا.

ولعل الكعبة المشرفة أول بيت بالأرض لها أسرارها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى بقدر ما يريده الحق لكل عصر وفى هذا الشأن اجتهد الكاتب الإسلامى المرحوم حسن شبرية وقدم لنا كتابه القيم "الكعبة المشرفة وأسرارها الكونية تاريخ ودين" واكتفى منه اليوم ببيان بعض خصائص الكعبة وأسرارها والسر الكبير يكمن فى فضل الله سبحانه وتعالى على الخلق كافة أن جعل مكة المكرمة حيث البيت الحرام والكعبة المشرفة مكان ولادة وظهور نور الرسالة المحمدية النبى الرسول الخاتم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره فى هذا الكون من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى وكمال تدبيره واختياره حيث جعل لهذا الاختيار خصائص:

أولاً: اصطفى الله البيت الحرام مناسك للعبادة وأوجب شد الرحال إليه من كل فج عميق حيث يدخله المؤمنون خاشعون باكون متذللون مستشعرين الله فى نفوسهم تلبية لنداء الحق" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِى عَنِ العَالَمِينَ "(سورة آل عمران).

ثانيًا: البيت الحرام "حرمًا آمنًا لا يسفك فيه دم ولا ترتكب فيه المعاصى والمآثم".
ثالثًا: البيت الحرام مكفر للذنوب ماحٍ للأوزار والخطايا فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" وما جاء فى الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "العمرة للعمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

رابعًا: كرم الله البيت الحرام فى القرآن الكريم حيث قال تعالى: "لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) " وهذا التكريم بالقسم به معناه أنه لا يوجد على وجه الأرض مكان استوجب الله السعى إليه وأداة فريضة الحج والعمرة والطواف إلا بهذا البيت الحرام وكذلك به الحجر الأسود الذى يحط الخطايا باستلامه وتقبيله والصلاة فى البيت الحرام بمائة ألف صلاة.
خامسًا: اختص الله سبحانه وتعالى الكعبة المشرفة بأن تكون قبلة للمسلمين "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" ( سورة البقرة ) .

سادسًا: كرم الله مكة المكرمة بتكريمها بالبيت الحرام فجعلها أم القرى"وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا" وليس لجميع القرى على وجه الأرض ما يعادلها وكلها تبع لها لأنها الأصل .فاللهم اجعلنا من أهلها المقربين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة