كريم عبد السلام

أيام فى روسيا «3».. لاجئون مصريون

الأحد، 13 سبتمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزواج من روسية هو طوق النجاة للعديد من الشباب الخارجين من مصر إلى موسكو بحثا عن فرصة دائمة للعيش والعمل، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش فى بلدهم، فبعد سنوات التعلم الطويلة يكتشف آلاف الشباب أنهم لم يتعلموا شيئًا، لا يمتلكون مهارات تؤهلهم لسوق العمل فى مصر أو خارجها ولا يجيدون لغة أجنبية تعينهم على التواصل وتسهل لهم سبل العيش.

الذين خرجوا من مصر إلى روسيا وتركوا خلفهم خطيبة أو زوجة، وجاءوا بنية العمل عدة سنوات والعودة مجددًا بقدر من المال، هؤلاء يعانون أكثر، لأنهم لا يمتلكون حافزًا للاندماج والتواصل بسرعة فى المجتمع الروسى ويلجأون عادة للمهن الهامشية ويتعرضون للنصب وضياع الجهد، بل والإيذاء أيضًا.

قابلت مجموعات متباينة من الشباب المصرى، القليل منهم استعد لقدومه إلى روسيا بدراسة مجتمعها واحتياجاته، أو جاء أصلا للدراسة ثم قرر الاستمرار بعد توفيق أوضاعه قانونيًّا، لكن الغالبية العظمى ممن قابلتهم جاءوا بتأشيرات سياحية ثم كسروها واستمروا فى البلد دون أوراق قانونية، بعضهم غير متعلم وتعرض للنصب من سماسرة التأشيرات فى القاهرة ودفع تحويشة العمر أو مدخرات أهله للسمسار النصاب الذى وعده بالإقامة والعمل والبلاد التى تفتح له أحضانها فور وصوله، وبعد أن يصل يكتشف الواقع المرير، ويكون الموت فى الغربة أهون عليه من الرجوع لبلده وأهله فاشلاً مكسورًا وموصومًا بأنه من ضيع مدخرات أهله طوال عمره.

الشباب الذين قابلتهم ممن كسروا الفيزا وعاشوا متخفين كالوطاويط، يعملون غالبًا فى الملاهى والكافيهات يقدمون الشيشة أو يقومون بالأعمال الخدمية ويعيشون فى جماعات، أو يبيتون فى أماكن العمل، وعندما يسقط أحدهم فى قبضة الشرطة لا يكون أمامه إلا حل من اثنين، إما أن يرشو الشرطى الذى قبض عليه، فإذا قبل منه الرشوة أول مرة أصبحت إتاوة، يعرف الشرطى مخبأه ويحصل منه مبلغا منتظما كل يوم أو كل أسبوع بحسب طبيعة عمله، وإذا لم يقبل منه الرشوة يسوقه على المطار ويحرر له قضية ترحيل مع ختم عدم دخول البلاد خمس سنوات، مع ما يعنيه ذلك من ضياع كل الأحلام والبهدلة منذ وصوله مصر إلى أن يتسلمه أهله.

أحيانًا ما تتدخل الجالية المصرية  لحل مشكلات الشباب المقبوض عليهم أو الراغبين فى العودة وتعديل أوضاعهم قانونيًّا، لكن كثرة الأعداد القادمة لروسيا والمصممة على خوض طريق العمل والعيش من الباب الخلفى زادت بصورة كبيرة، تفوق قدرة الجالية على تدبير الغرامات ومساعدة المخالفين، وأصبحت الجالية نفسها تشكو من كثرة الأعباء وتطالب السلطات الروسية بوقف تجارة التأشيرات السياحية لروسيا فى القاهرة التى يتولاها سماسرة روس ومصريون. وللحديث بقية.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

osama

بسبب غياب العدالة الاجتماعية

عدد الردود 0

بواسطة:

اونكل زيزو

مقال رائع وواقع حقيقى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سرور

كانك تعيش معنا

بالظبط كانك تعيش معنا .ولكن ماذا نفعل ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الحقونا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة