الطفل الأول
ويقول شريف لـ"اليوم السابع": كأى أب فرحت بأول طفل لى، وأطلقت عليه اسم "شمس"، ليكون شمساً تنير حياتنا، وكانت فرحتى تزيد كل يوم، وأنا ألاحظه يكبر أمام عينى، وظل فرحى ينمو، حتى بدأنا نلاحظ أنه لا يسمعنا، وكلما كبر شمس اتضحت المشكلة أكثر، وفى سن عامين، ذهبت به إلى طبيب فى أبو زعبل، فطلب مقياس سمع وأشعة.
ويواصل شريف: أكدت الأشعة أن شمس لديه ضمور فى عصب السمع بالمخ، وطلب الطبيب عمل سماعة لشمس، فذهبنا إلى التأمين الصحى، وبعد عام حصلنا على السماعة، واعتمدنا على السماعة، لكن بالتدريج لاحظنا أن سمعه يقل رغم السماعة.
ويستطرد: ذهبنا به إلى مستشفى إمبابة، فقال الأطباء إنه يحتاج إلى عملية زرع قوقعة، وهى عملية مكلفة جداً.
ويوضح شريف: ليت الأمر وقف عند هذا الحد، لكن المشكلة الأكبر بدأت أكتشفها، عندما لاحظت أن كل أبنائى لديهم نفس المشكلة، وبدأت أدور فى نفس الدائرة مع كل واحد فيهم، إلى جانب أن محمود 3 سنوات ونصف، وكريم عامين ونصف، قال الأطباء إنهم يعانون من زيادة فى الكهرباء على المخ، بالإضافة إلى مشكلة السمع، وأخذوا علاجا للكهرباء لمدة عام، وتم شفاؤهم بعدها، ثم عادت المشكلة مرة أخرى، حيث يعانى الاثنان من نوبات فقدان الوعى والاضطراب لأقل شىء، لدرجة أن أحدهما يفقد الوعى إذا سقط على الأرض أثناء اللعب، ومن ناحية السمع فإن كريم حالته مثل شمس، أما محمود فحالته أسوأ، فربما كنا نستطيع إيصال صوتنا لشمس عندما كان سنه مثل سن محمود 3 سنوات ونصف، برفع الصوت إلى أقصى درجة نستطيعها، أما محمود فلا يسمع مهما رفعنا صوتنا.
الأبناء الأربعة يحتاجون زرع قوقعة
وتابع شريف: لا أنا ولا أمه نستطيع رعايتهم الرعاية التى يحتاجونها، والأربعة يحتاجون إلى عملية زراعة قوقعة، وأنا فى غاية الحيرة بسبب ضيق ذات اليد، وأمهم تتعب معهم جداً، وتبذل مجهودات كبيرة جداً فى تربيتهم، ودرجة ذكائهم منخفضة للغاية، وشمس يذهب إلى المدرسة وكأنه لا يذهب، فدرجة تحصيله الدراسى صفر، ولا أجد من ينقذ أبنائى من هذا المصير العجيب الذى لم أتصوره، فكيف سيدرسون ويعملون فى المجتمع ويتفاهمون مع الناس وهم لا يسمعون ولا يتكلمون، اللهم إلا همهمات صعبة الفهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة