كامل أبو الفتوح يكتب: عاوز تحيره خيره

مثل شعبى معناه إذا أردت أن تجعل أى إنسان فى حيرة من أمره عليك أن تخيره بين اختيارين. وهنا سوف يقع فى حيرة لأن الاختيار دائما صعب. وهذا المثل ينطبق على حال المصريين فى موسم الانتخابات القادم عندما يطلب منهم الذهاب مجددا" إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم فى البرلمان، قلبى مع هؤلاء البسطاء الذين يتوقون إلى العيش الكريم. الناس فى بلادى خائفون أن يلدغوا من جحر البرلمان مرة ثانية بعدما انهكتهم الجماعات الإرهابية بحجة الشرعية.

الناس فى بلادى حائرون يتساءلون من يختارون؟ الناس فى بلادى يقرأون أسماء المرشحين ولسان حالهم يقول لهؤلاء المرشحون جملة القذافى الشهيرة (من أنتم؟.. من أنتم؟) وماذا أنتم فاعلون؟ والحق كل الحق مع الناس فى بلادى . قبل الثورة كان النظام السابق يجنب الناس فى بلادى عناء الانتقال إلى لجان الانتخابات فالنظام كان يعلم مصلحة الشعب ويختار له من يمثلونه فى المجلس أما الآن فعلى الشعب أن يتحمل مشقة اختيار من يمثلونه وهنا يبرز دور من نصبوا أنفسهم اوصياء على الشعب بأن يضعوا بعض الشروط التى يجب أن تتوافر فى الشخص الذى يتقدم لترشيح نفسه للانتخابات مثلا "ألا يكون من الفلول وألا يكون من أصحاب السطوة والمال وألا يكونوا قد سبق له دخول البرلمان قبل الثورة، أى (نائب على الزيرو) وأن يكون لديه خلفية قانونية لأن عضو البرلمان هو من يتولى التشريع فيقترح ويسن القوانين التى تنظم الحياة بين الافراد بعضهم البعض وبين الأفراد والدولة وأن يراقب أعمال الدولة وتوجيه الأسئلة للوزراء لدرجة أنه يستطيع استجواب الوزراء وله صلاحية سحب الثقة ممن يثبت تقصيره فى أداء واجبه.

الناس فى بلادى يخشون من الاعيب اصحاب الأيدولوجيات الدينية واصحاب السطوة والمال الذين ابتكروا طراز جديد من المرشحين للبرلمان وهو (المرشح بالوكالة) ليكون هذا المرشح دمية يحركها أصحاب المصالح الشيطانية والاقتصادية على حد سواء.

الناس فى بلادى لن تنطلى عليهم الحيل القديمة وهنا يبرز دور الإعلام الوطنى فى التنوير والتحليل المنطقى والمحايد لكل المرشحين حتى يتعرف الناخبين على برامجهم الانتخابية واقترح أن تقوم الدولة مستقبلا بعمل مركز لإعداد من يرغب ترشيح نفسه للبرلمان وتكون الدراسة بهذا المعهد لمدة سته اشهر يتم خلالها تدريبه على كل مهام أعضاء مجلس الشعب حتى يكون جديرا بتمثيل أبناء دائرته فى البرلمان بعد القادم بإذن الله.