منذ عقود وهناك كلام ونظريات: هل نحتاج إلى حكومة سياسية أم حكومة فنية تكنوقراطية؟.. الحكومة الطبيعية تقوم بدورين، منصب رئيس الوزراء يحدد الأهداف التى ينفذها الوزراء، وكل وزير ينفذ أهداف وزارته، وفى الوقت نفسه للحكومة دور سياسى للتعامل مع الجمهور والرأى العام والخارج.
الحكومات الواثقة لا ترتعش ولا تصاب بالتخبط من أى موقف، ولم تعد الصحافة والتليفزيون فقط أدوات الإعلام، لكن هناك عشرات المواقع المعلومة والمجهولة، ومواقع التواصل مثل أى أداة لها مميزات وعيوب، من مميزاتها أنها تنقل شكاوى عن تجاوز من الأمن، أو إهمال فى المستشفيات، وتكشف إهمال المسؤولين وفشلهم، ويتم التفاعل معها وحل المشكلات.
بالمقابل، فإن هناك عيوبًا مثل إطلاق الشائعات أو الأخبار الكاذبة، وفى كلا الحالتين تحتاج الحكومة إلى إدارات معلومات قوية ومحترفة يتم فيها توظيف شباب مؤهل، يكون دورها التعامل الفورى مع المشكلات، وحتى الشائعات، وهى مواجهة واضحة، تضرب أكثر من عصفور بحجر.. توفر للرأى العام معلومات، وتغلق أبواب الشائعات.
ستقول الحكومة لو تفرغنا للرد على كل ما ينشر فلن نتفرغ للعمل، ولا أحد قال أن تتفرغ الحكومة للرد، لكن مادام هناك حديث عن حرب معلومات وشائعات، فالمفروض أن نواجه كل حرب بأسلحتها، وأن توظف الحكومة إمكانياتها، وتخصص إدارة للتفاعل والتعامل مع ما ينشر، وعدم ترك التسريبات.
وجزء من مهام الحكومة هو التعامل مع المواقف والأسئلة بما يناسبها من دون تجاهل أو هروب.. وقد كان رئيس الحكومة المهندس محلب يتحدث للصحفيين فى تونس، وقال: «جميع مشاكلنا معروفة من المرور والمحليات والمدارس، وعلى الجميع التعاون»، ثم نقل عن رئيس الوزراء قوله إن مصر لا تملك رفاهية الاختلاف أو النقد المستمر.. والحقيقة أن فتح الملفات المختلفة، ومعرفة تفاصيل المشاكل، هو أمر جيد ومحمود، لكنه بالطبع يفتح باب النقد والاختلاف، طبعًا رئيس الوزراء يشكو من النقد أو الشائعات أو الأخبار الخاطئة التى تروج، ويشير إلى دور الإعلام.
رئيس الحكومة والحكومة عليهم إدراك أهمية أن تكون لديهم إدارات بعيدًا عن البيروقراطية وانتظار التعليمات، تتعامل مع ما ينشر، وحتى الشائعات التى تقول الحكومة إنها جزء من حرب معلومات تحتاج إلى من يتعامل معها بسرعة.
كما أشرنا، ما كان يصلح قبل عقود لم يعد صالحًا الآن.. كانت هناك صحف وقنوات إذاعة وتليفزيون محدودة ينتظرها الجمهور، اليوم هناك شبكات معقدة، وتدفق معلوماتى فيه الحقيقى والمغشوش، وجمهور يعيد وينقل ويردد.. الحالة الرمادية تنمى الشائعات.
المواجهة ليست رفاهية، بل جزء من دور الدولة.. مواجهة الحرب بأدواتها، بالنقد والتفاعل والاختلاف والمعلومات، وليس بالتطبيل أو الارتعاش.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة