حمدى نصر يكتب: من أمن العقوبة ساق فى الهبل!

استعنت بالله واتصلت بصديق لأتمكن من قراءة الرقم الذى نشره اليوم السابع يوم 21 أغسطس الماضى عن عدد المخالفات المرورية التى سجلتها إدارات المرور خلال 24 ساعة فقط والحمد لله أن العلم تطور وأصبح فيه حاجة اسمها copy& past وهو ما أنقذنى من ورطة كتابة الرقم صحيحًا وسأضعه copy أو كما ورد. تصوروا إن إدارات المرور سجلت فى حملة مرورية 118150 مخالفة خلال 24 ساعة فقط وأعتقد واثق إن موسوعة "شابونيز" للأرقام القياسية قد زينت صدرها بهذا الرقم وهى تنافس به موسوعة جينز التى تنشر أرقامًا عالمية إعجازية تشرف العالم أما موسوعة شابونيز فهى عكسها ومصر تنفرد بها والسؤال الذى لابد أن يفرض نفسه: "طيب ليه كل هذا الرقم المهول من المخالفات؟! وكأننا شعب يمارس هواية اللعب فى الغلط! وهنا عتاب لـ"اليوم السابع" فكان أولى بها وأرحم بقرائها أن تنشر رقم عدد من مشيوا فى السليم فهو لن يتعدى خانتين فى عالم الأرقام.

والمؤسف أن رقم شابونيز للأرقام القياسية ذكر المخالفات فقط ولم يتضمن عدد حوادث السيارات خلال الفترة المذكورة التى راح ضحيتها عشرات من البشر!!ّ.. وكنت قد كتبت فى هذه الزاوية يوم 10 نوفمبر من العام الماضى ماتناقلته وكالات الأنباء من أن مصر خطفت الرقم العالمى من الهند فى عدد حوادث السيارات وعدد ضحايا الحادث الواحد.!

هذا الكم من المخالفات المرورية ليس له إلا تفسير واحد، "من أمن العقوبة ساق فى الهبل"، واسمحوا لى لقد أصبح الاستهتار بقواعد وآداب المرور هو الأساس فى السواقة. فقد كنت أقود سيارتى فى شارع العباسية وأعطيت إشارة لأنحرف يمينًا فأطل على سائق أتوبيس صارخًا بعد أن كاد يأكلنى بالأتوبيس: "بتدى إشارة يا فالح فاكر نفسك فى باريس؟!. أما فى مستنقع مدينة الرحاب فحدث عن فوضى المرور ولا حرج، فابن الباشا قد يقف مع المزة بسيارتيهما فى الصينية يطارحها حواديت الغرام وطز فى الطريق والنظام.. ونظام المرور فى صينياتها يعتمد قانون: "ماعاش أبو قلب ضعيف واللى يخاف على عربيته يبعد" فلا نظام ولا أولوية للمرور وهو ما أفقد الرحاب جمالها ونظامها وهدوئها كمدينة كنا نتمنى أن تكون نموذجية، والعيب فى إدارتها اللى ساقت فى الطناش وتفرغت لجباية رسوم الصيانة ولى دراع الملاك بها. ما أسهل أن نقرر ونعمم على الجميع أن أولويات المرور فى الصينيات للقادم من اليسار كما هو النظام المتحضر ليصبح هناك نظامًا وقواعد مرور مقننهةبدلاً من نظام الدراع والفتونة، ألم أقل لكم: "من أمن العقوبة ساق فى الهبل!