أسماء مصطفى

ما بين قناة وقناة.. إرادة سياسية وكرامة شعب

الأحد، 09 أغسطس 2015 06:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عهود طويلة بدأ حلم قناة السويس يراود المصريين، واستغلال تلك الهبة العظيمة التى اختص بها الله سبحانه وتعالى مصر، والتاريخ لم يبخل علينا بما كتب عن كل المحاولات وإنجاز القناة الأولى قناة السويس شريان الملاحة الأول فى العالم، والخميس الماضى احتفل المصريون والعالم بإنجاز القناة الجديدة وتقديم شريان ملاحى آخر هدية مصر والمصريين للعالم، ولكن الفرق كبير ما بين الأولى والثانية بالنسبة لنا كمصريين، ولا أقصد الأهمية الملاحية والاقتصادية.

الإرادة السياسية لعبت دورا كبيرا فى إحداث هذا الفرق، فى قناة السويس الأولى أُجبر المصريون على حفرها بالسخرة وبمعدات خفيفة ليختلط رمالها وماؤها بالعرق والدم والذل، قدمناها للعالم أولا ولم نقدمها لأنفسنا، ولا شك أن من حفر القناة الأولى فى بدايتها كان يشعر بالذل والمهانة، استشهد فيها ما يقرب من مائة وخمسين ألف عامل مصرى وقعوا تحت ظلم قيادة سياسية ضعيفة لا تفكر إلا فى نفسها، وقتها كان هناك حفل عالمى أيضا، ولكن مصر خرجت منه مكبلة بالديون لتسقط بعدها فريسة للاحتلال، ولم نخرج من هذا المأزق إلا بقرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم القناة، لن أطيل فى الماضى، ولكن فلننظر الآن إلى المستقبل، القناة الجديدة إرادة سياسية وكرامة شعب مجتمعتين، والفرق واضح، قرار الحفر وتنفيذ هذا المشروع العملاق نتج من قيادة حكيمة مصرية خالصة الفكرة والتنفيذ، ولم يكن هناك أى تدخل خارجى لتنفيذ مصالح دول أخرى والعمل كان اختياريا لم يكن هناك مصرى واحد مرغم على العمل، والتمويل كان أيضا بإرادة المصريين واختيارهم، هم من ذهبوا بأنفسهم وضخوا أموالهم لتدب الحياة فى هذا المشروع العملاق بمنتهى العزة والكرامة دون فرض أو إجبار ولم يعطوا هذه الأموال كهبة أو تبرع، ولكنهم كانوا مستثمرين فى أرضهم وبلدهم، كل عامل فى هذا المشروع حصل على أجره قبل أن يجف عرقه فكانت الفرحة الحقيقية التى لم يصحبها ذُل أو مهانة أو دين، وعندما يقرأ أولادنا التاريخ فى المستقبل فلن يقرأوا أن قناة السويس الجديدة حفرت بالسخرة، نحن فى كتب التاريخ كنا نقرأ هذا عن القناة الأولى ونحفظه ونردده، ولكن الآن الأمر تغير كليا، ويخت المحروسة لم يحمل الحاكم وأعوانه فقط، ولكنه حمل هذه المرة على متنه رجل مصرى بما تحمل الكلمة من معانى القيادة والإخلاص والوفاء، معتزا بكرامة شعب هذا الوطن، وجمع على متنه كل أطياف المجتمع، فقد صدق ما عاهد الله عليه، فأعانه الله وسدد خطاه، وهذا للتاريخ ليسجل الفرق، وسوف تجدون أن بين القناتين الأولى والثانية إرادة سياسية وكرامة شعب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد المالح

مصر القديمة ..ومصر الجديدة

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد المالح

كله بالحب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة