فى الخامس من شهر أغسطس الماضى، قاطع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وقال له هى سنة واحدة فقط، إشارة منه إلى زمن الانتهاء من حفر القناة بدلًا من ثلاثة أعوام، ومن بعدها أطلق الإخوان المسلمون وأنصارهم وكل الكارهين للوطن عبارات السخرية من المشروع، ولم يكن يشغلهم إلا دحر عزيمة المصريين، وانتشرت الإشاعات كالنار فى الهشيم، كعدم القدرة على حفر القناة، وتارة أخرى غرق المعدات والعمال، وما شابه ذلك، على أمل أن ينجحوا فى تحقيق مأربهم فى تأليب الشعب على المشروع ورفضه، ولكن بعد عام وفى السادس من أغسطس 2015، كما طلب فخامة الرئيس وتعهد أمام شعبه، تم الانتهاء من حفر القناة، وأقيم حفلا أسطوريًا حضره فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأصحاب السعادة قادة وملوك مختلف الدول وكبار رجال الدولة، والعديد من طوائف الشعب، ليثبت الرئيس للعالم أجمع، أن الشعب المصرى لا تقهره الشدائد والصعاب، فالشعب قادر على تحقيق المعجزات، ولن يستطيع أحد دحره مهما أوتى من قوة، وتأييدًا من أطراف خارجية وداخلية.
وجاء نجاح المصريين فى الانتهاء من حفر القناة فى هذا الزمن القياسى، تجسيدًا لحب القائد الذى قبل التحدى فى ظروف عصيبة من مؤمرات داخلية وخارجية من جانب الإخوان وغيرهم، لإسقاط الدولة، فنجح بإصراره فى شحذ همم الصريين ورجاله، فقبلوا التحدى، وجاءت إرادة الشعب عندما استجابوا لدعوة الرئيس بالمساهمة فى تمويل القناة، حيث نجحوا فى توفير 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط، حتى اكتمل الحلم، ونجح العمال فى الانتهاء من حفر القناة فى الزمن المحدد، لتكون قناة السويس الجديدة تجسيدًا لقدرة الشعب على التحدى، وبداية لمشروعات أخرى من أجل رفع شأن الاقتصاد المصرى.
وختامًا ما كان هذا الانجاز أن يتحقق النتيجة لجهد العمال المصريين، الذين تحملوا الصعاب طوال العام، من أجل إنجاز المهمة، وتحية واجبة إلى رجال القوات المسلحة عامة، ورجال الهيئة الهندسية خاصة، برئاسة اللواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية، حيث كان لهم الدور الاكبر فى ذلك العمل.
ونهاية تحية من القلب إلى الجندى المجهول الذى قبل المهمة والتحدى الأصعب فى إنهاء الحفر فى عام واحد، وهو الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، الذى اعتبر طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمثابة تكليف عسكرى من قائده الأعلى، ونجح فى تحقيق ذلك الحلم الكبير، ولذلك أتمنى من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن يمنح الفريق مهاب مميش، وكل من ساهم فى تحقيق هذا العمل العظيم قلادة النيل، كأقل تقدير لهم، وتحيا مصر بشعبها وبقيادتها، وحفظها الله من كل سوء.
د. جمال الوكيل يكتب: ملحمة قناة السويس الجديدة بين رؤية قائد وإصرار شعب
الأحد، 09 أغسطس 2015 02:00 م
قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة