المشكلات الاجتماعية وسرقة الآثار فى "فواجرا بالزيت الحار" لـ"عاطف عدلى"

الأحد، 09 أغسطس 2015 07:00 م
المشكلات الاجتماعية وسرقة الآثار فى "فواجرا بالزيت الحار" لـ"عاطف عدلى" غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى "فواجرا بالزيت الحار" الرواية الأولى لـ"عاطف عدلى" والصادرة عن "دار المحروسة" عالم من الكتابة عن الجريمة وتفريعاتها الكثيرة فى المجتمع المصرى، مع بعض الإسقاطات السياسية التى تخلو منها.

ورواية "فواجرا بالزيت الحار" تفتح الطريق أمامك لتغوص فى واحدة من أهم ظواهر الجريمة فى المجتمع المصرى، وهى تجارة، البنات القصر، للأثرياء العرب، فرغم أن القضية تمت مناقشها فى العديد من الأعمال السابقة، إلا أن الكاتب تناولها فى حبكة جيدة من خلال الرسم الجيد لشخصيات الرواية وكذلك تتبع الأحداث بشكل تشويقى، وذلك من خلال مراقبته "للمطربة والراقصة المشهورة، التى تستغل حب البنات الصغيرات لها وجرى بعضهن وراء الشهرة، فتستغل هى ذلك طريق إيهامهن، بأنها ستفتح لهن طريق الشهرة، حتى توقع بهن فى أعمالها المشبوهة بتقديمهن للأثرياء العرب، الذين يفضلون مضاجعة البنات القصر، العذراوات خوفا من مرض الإيدز، ويدرك الكاتب ذلك عن هدير الفتاة الفقيرة، بنت الحارة المتواضعة، والتى تسعى للشهرة، وكانت ترى فى "سنابل" المطربة والراقصة المشهورة، السبيل للوصول لذلك، متجاهلة الدور المشبوه التى تلعبه تلك الراقصة، إلى أن ينقذها القدر، بمساعدة أختها سحر وعمرو الصحفى "الشخصية المحورية فى الرواية"، وكان له معظم الجهد فى إيجاد حلول موضوعية، وذلك باستغلال فطنته الصحفية.

وفى "فواجرا بالزيت الحار" تعمق الكاتب أيضا فى واحدة من أكثر المشكلات ظهورا فى العقود الأخيرة، والتى تشكل خطرا حقيقيا، وهى ظاهرة أطفال الشوارع، والتى تناولها الكاتب بشكل أكثر عمقا وجرأة، فتكلم عن معاناة تلك الأطفال، واستغلال بعض الج رمين فى استغلال هؤلاء الأطفال فى أعمالهم المشبوهة، كسرقة وبيع المخدرات وأيضا تجارة الأطفال الرضع، كما تناول أيضا، قضية ضعف الأطفال أمام الجريمة، فكتب شخصية "الأخطبوط" والذى كان قوادا لمثل تلك المجوعات فى أعمالهم اليومية كالشحاتة أو النشل.

كما تطرق "عاطف عددلى" فى روايته لاحتياج هؤلاء الأطفال لنصير يحميهم من بطش المجرمين والزمن الذى أخذ منهم أكثر مما أعطاهم، وذلك بظهور "سنجة" الفتوة الشهم الذى أجبرته الظروف أن يحتك بالأطفال ورؤية معاناتهم اليومية، والتى قرر أن يكون مساندا لهم ويحميهم لما له من خبرة فى أعمال البلطجة.

الكاتب أيضا تناول فى "فواجرا بالزيت الحار"، أعمال تجارة وسرقة الآثار، وأيضا الإهمال الشديد الذى تعانى منه بعض الأماكن الأثرية والتى تم البناء عليها، دون أى تدخل من الجهات الحكومية حتى أصبحت مناطق هائلة بالسكان، واستغلال بعض تجار الآثار، لهذا الإهمال فى التنقيب والبحث عن الآثار ومثل ذلك فى شخصية الحاج عبد القادر، صاحب السلطة والنفوذ فى الحارة المتواضعة، والتى يتورط مع أحد رجال المافيا الإيطالية فى اختطاف الطفل "أحمد" ابن الأستاذ سعيد، للقيام بقطع ذكره ووضعه أمام المقبرة الأثرية كما هو معروف فى مثل تلك الأعمال.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة