سعيد الشحات

المجلس الأعلى للثقافة والطاهر مكى

الأحد، 09 أغسطس 2015 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يبالغ الأديب الكبير بهاء طاهر حين قال بعد فوزه بجائزة النيل للآداب: «إن أستاذى الطاهر مكى كان أحق منى بالجائزة»

قالها بهاء طاهر لأنه كبير القيمة ويعرف كبار القيمة وعلى عرشهم يتربع الدكتور الطاهر مكى، العلامة فى مجال الدراسات الأدبية عامة والأندلسية خاصة، والأستاذ الذى ضخ للحياة العملية والأدبية آلاف التلاميذ على مدى ما يزيد على ستين عاما قضاها فى التدريس بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وكنت واحد من هؤلاء الذين يحرصون على ألا يفوتهم محاضرة واحدة منه، وفيها سمعت منه عبارات لا يزال صداها يرن بداخلى: «لم يدخل الإسلام بلدا وخرج منها غير بلاد الأندلس»، ويتحدث بعذوبة فائقة عن قصة حب «حفصة بنت الحاج» العاشقة الأندلسية التى جهرت بحبها وكتبت الشعر فيه، وبعد قتل حبيبها غادرت الأندلس إلى المغرب وظلت فيها حتى ماتت، ومنه تعلمت كيفية قراءة أى نص فى القصة القصيرة بذائقة نقدية رفيعة، وذلك من خلال تدريسه لنا نصوصا منها اعتمادا على كتابه «القصة القصيرة دراسات ومختارات»، ونفس الشىء فى الشعر العربى من خلال كتابه «الشعر العربى المعاصر».. روائعه ومدخل لقراءته.

مؤلفات ودراسات الدكتور الطاهر مكى هى انعكاس لرجل موسوعى، هو الذى فتح المجال للقارئ العربى حتى يفهم شاعر أمريكا الجنوبية «بابلو نيرودا» أيقونة شيلى ورفيق ثائرها اليسارى «سلفادور الليندى» الذى فاز بحكم شيلى عبر صندوق الانتخاب، لكن المخابرات الأمريكية اغتالته عبر أعوانها من الداخل وذلك بانقلاب دموى قاده الديكتاتور «أوغستو بينوشيه»، ويظل كتاب «بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال» للطاهر مكى هو استدعاء لحالة فيها تزاوج الشعر بالثورة، وبنفس القدر من الرصانة والقوة والريادة كانت مؤلفاته الأخرى «أمرؤ القيس حياته وشعره» و: «مع شعراء الأندلس والمتنبى» و«مناهج النقد الأدبى» و«الشعر العربى فى إسبانيا وصقلية» و«الحضارة العربية فى إسبانيا» و«التربية الإسلامية فى الأندلس» و«تحقيقه لمخطوطتى طوق الحمامة» و«الأخلاق والسير» لابن حزم، و«دراسة فى مصادر الأدب» و«الأدب المقارن أصوله وتطوره ومناهجه».

حاصل هذه المؤلفات أننا أمام علامة ورائد وعمدة فى إبداع الدراسات الأدبية، قدم إنتاجه العظيم، ومعه قيم عظمية بثها فى تلاميذه، وأهمها أنه لم يداهن سلطة من أجل منصب، ولم يقل نفاقا للحصول على مغنم، ولهذا فمن الضرورى أن ينتبه المجلس الأعلى للثقافة إلى ضرورة تكريم يليق به، وهو على فراش المرض الآن.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبوحميد

دور الاعلاميين الذى لم يمارسوه إلقاء الضوء على الرواد والاساتذة من أصحاب العلوم والفنون والاداب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة