سعيد الشحات

أفراح من أجل المستقبل

السبت، 08 أغسطس 2015 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكنك أن تغضب من أوضاع سياسية كثيرة فى الحالة الراهنة، يمكنك أن تواصل التمهل فى الحكم على الانحيازات السياسة والاقتصادية الحالية، يمكنك أن ترفض مبررا وراء مبرر دفاعا عن قرارات وتوجهات سياسية ضبابية، يمكنك أن تفعل كل هذا، لكن سيكون مستغربا أن تقلل من حجم إنجاز مثل إنجاز حفر قناة السويس.

قلت من قبل: بصرف النظر عن معارضة أو تأييد الأوضاع السياسية القائمة، يبقى أن أهم ما فى مشروع القناة أنه إطلالة على المستقبل، بعد سنوات عجاف عاشتها مصر فى ظل حكم مبارك، كان كل شىء يسير خلالها باليومية، كانت دولة تحاول تصريف أزماتها الخانقة ليس أكثر، لم يكن هناك شىء ينقل مصر إلى الأمل فى المستقبل، مما سلب فرحة الوجوه، وأعدم بهجة القلوب، وعاش المصريون سنوات من الهم والكرب العظيم.

سرق نظام مبارك المستقبل وهو يسرق الحاضر فى نفس الوقت، فكانت الثورة عليه من أجل أن تعود مصر إلى أهلها ولا تبقى أسيرة النهب ورجاله، والفساد وأركانه، ولأجل كل ذلك فإن أى مشروع ينقلنا إلى المستقبل هو من مطالب الثورة وضروراتها.

مشروع قناة السويس هو إطلالة على المستقبل بمعانى كثيرة، فالقدرة على إنجازه فى وقت قياسى هو تأكيد لقدرتنا على الإنجاز، وتأكيد على إرادتنا حين نريد، وإضافة اقتصادية، وإضافة سياسية تستمد قيمتها من قيمة القناة فى تاريخنا الوطنى العظيم، وكل ذلك ليس ملكا لفرد أو جماعة وإنما ملك للشعب المصرى كله، فحين أممها جمال عبد الناصر يوم 26 يوليو 1956 لم يؤممها لمجد شخصى، وإنما لتعود ملكيتها إلى الشعب المصرى الذى حفرها بيديه، وحين قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى حفر التوسعة الجديدة والتى تبلغ 37 كيلو متر، فإنه لم يفعل ذلك لأجل مجد شخصى، وإنما فعله من أجل الشعب المصرى العظيم الذى يقدم أعظم التضحيات.

يفرح المصريون حين يرون إنجازا حقيقيا، وبالرغم من الملاحظات التى يمكن أن تقال حول طريقة التعبير عن هذا الفرح، وتوظيف البعض له لصالح أغراض شخصية، إلا أننا أمام حالة من عموم المصريين تعبر عن التمسك بالأمل، وتدل على وعى بأننا أمام مشروع ليس ملكا لشخص وإنما ملك للشعب المصرى، فتحية لكل مشروع يكون إطلالة على المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة