قناة السويس الجديدة، خبر يستحوذ على اهتمام المواطنين منذ مدة ليست بالقصيرة، ما بين مؤيد ومعارض، ساخر، ومستهزئ، متفائل، ومستبشر خير، كان لهذا الحدث تفاعل كبير، تناقله الناس عبر الإنترنت وعبر صفحات التواصل الاجتماعى.
اللافت للنظر فى هذه الآراء، أو هذه النقاشات الحادة- كعادتنا فى السنوات الأخيرة- أنها جميعها تنظر للموضوع من وجهة نظر واحدة ألا وهى نقد مشروع القناة سواء أكان هذا سلبًا أم إيجابًا، حتى فى وسائل الإعلام، كل همها إعطاء بيانات تفصيلية عن مشروع القناة وإظهار مميزاته المتعددة، للتأكيد بعدم التشكيك فى مصداقية المشروع ونجاحه الكبير من قبل حتى الافتتاح وتفعيل خدمات القناة.
وتناسى الجميع الأخذ بوجهة نظر أهم فى هذا الحدث، وهى من وجهة نظرى أساس إقامة وتنفيذ هذا المشروع، وهى الفرحة والتلاحم الذى ظهر على فئات عديدة من الشعب المصرى وقت البدء فى الاكتتاب فى القناة، وبعد إعلان الاقتراب من افتتاح القناة، فرحة لم يعشها هذا الشعب منذ سنوات عديدة لظروف جميعنا نعلمها، حتى الفرحة التى ظهرت عليه بعد تولية الفريق عبد الفتاح السيسى للرئاسة كانت فرحة مغلفة بطابع السياسة، أما هذه الفرحة فلها مذاق مختلف، مذاق بطعم النشاط الاقتصادى، وتسيير عجلة الإنتاج من جديد، وبعث الحياة فى أروقة العمل بمجالاته المختلفة.
نعم القناة الجديدة لها نشاطها الخاص، لكنها صحوة إفاقة من كبوة كل مواطن عاش على الكسل، وتوقفت وظائفه الحيوية من قلة الحركة، فهى جرس تنبيه مميز له، لكى يعيد حساباته من أول وجديد، فإذا كانت سواعد شقيقه هى التى شقت القناة فى عام واحد، ضاربة بذلك كل حواجز اللاممكن، فلمَ عليه أن يظل واقفًا فى مكانه لا يُحرك ساكنًا، لم لا ينهض ويقوم بأداء ماهو مُكلف به على أكمل وجه، لا تقف فى وجهه أى عوائق ولا يستطع أى روتين أن يُكبل يديه، القناة شاهد إثبات على تلك القدرة الكامنة فى نفوس الجميع، وهى تُشبه – فى رأيى - إلى حد كبير مصباح علاء الدين فحين يتم (دعك) المصباح يخرج المارد ليحقق كل الأمنيات والأحلام، دعونا نفرح ونحلم بغدٍ أفضل لمصرنا العزيزة ولنا كمواطنين، وإذا كان لمشروع القناة سلبيات مثلما يقول البعض أو ينقد تنفيذه، فيجب أن ينظر لنصف الكوب المليان ويقول "لعله خير"، فالرسول صلَّ الله عليه وسلم يقول تفاءلوا بالخير تجدوه، لذا أرجوكم دعونا نتفاءل ونفرح لعلها تكون ساعة إجابة ويتحقق على يدى هذا المشروع الخير الكثير لنا جميعًا.
قناة السويس الجديدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة