محمود سعد الدين يكتب عن قناة السويس: كيف نراها قناة جديدة وكيف يرونها تفريعة موازية.. الصراع بين من يفرح بخطوة ومن يشكك فى أى خطوة.. بين من ينتقد لمجرد الانتقاد وبين من يرفض أى إنجاز لخلاف سياسى

الجمعة، 07 أغسطس 2015 05:27 م
محمود سعد الدين يكتب عن قناة السويس: كيف نراها قناة جديدة وكيف يرونها تفريعة موازية.. الصراع بين من يفرح بخطوة ومن يشكك فى أى خطوة.. بين من ينتقد لمجرد الانتقاد وبين من يرفض أى إنجاز لخلاف سياسى محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المؤكد أن قاموس التعليم المصرى لا يعرف كلمة "خبير"، فلا نمتلك مدارس تخرج لنا دفعات من الخبراء، وحتى لم نرسل إلى الغرب قوافل طلابية للحصول على "بكالريوس الخبرة"، غير أن الثابت فى السنوات الأربع الماضية أن الخبراء - ما أكثرهم - مع كل جدال يظهرون بأشكال مختلفة، ستجد الخبير السياسى، والخبير فى سد النهضة والخبير فى الرافال وإمكانياتها العسكرية كأنه قضى شبابه عليها.

الأسبوعان الماضيان، تجلى بقوة الخبير فى شئون قناة السويس، وهو الرجل الذى يعرف كل كبيرة وصغيرة عن القناة، يتحفظ عن وصفها بالممر الملاحى، ويستخدم كلمة "التفريعة"، يجادل فى المكاسب الاقتصادية، وينتقد إنفاق مليارات الجنيهات عليها ويشكك فى مستقبلها إذا ما تغيرت خطوط الملاحة العالمية ومسارات ناقلات النفط العملاقة، لا يعتبرها هدية مصر للعالم بقدر ما هى محاولة من السيسى للحفاظ على كرسى حكم مصر، تقول مصر بتفرح يرد قائلا "بتفرح بإيه دى تفريعة.. والتفريعة أصل المشكلة، الفكرة ليست أبدًا فى الممر الملاحى الجديدة، ليست فى مسماة، قناة أو تفريعة أو مجرى ملاحى، أو حتى "فنكوش"، الفكرة فيما حققه المصريون من إنجاز فى عام، الفكرة فى إعادة تقديم مفهوم الوعد والالترام فى ميثاق إدارة الدولة المصرية من جديد بعد سنوات طويلة من الغياب.. راجع بنفسك عشرات الخطط الخمسية التى صدعتنا بها أنظمة سابقة، اختلط لدينا الأمر فيما التزم به الحاكم وما نفذه ومالم ينفذه، فصارت المشاريع حبرا على ورق ولم يتبق منها غير لوحة الافتتاح الشهيرة، وكثيرا من المشاريع التى انتهت قبل أن تبدأ.

الفكرة ليست فى مصادرتك على فرحى الحالى بمشروع القناة الجديدة، ولكن على مصادرتك على المستقبل الذى تحمله القناة من 42 مشروعا ضمن إقليم قناة السويس، ما بين مشاريع لوجستيه وصناعية وتقديم خدمات ملاحية وطرق وأنفاق وتجميع سيارات.

خلافى مع المشككين فى المشروع هو أنهم لايزالوا واقفين عند الجدال بين "هى تفريعة ولا قناة"، غير مهتمين بالأساس فيما تسبب فيه المشروع الجديد من تقديم صورة مصر بشكل مختلفة للعالم عن الصورة التى ظهرت بها طيلة 4 سنوات، تخيل المقارنة، رؤساء وزعماء العالم يشاركون فى افتتاح القناة الجديدة وكل وسائل الإعلام تهتم بالحدث وتنقل على الهواء، وفى المقابل صورة المولوتوف والمظاهرات والتخريب والخناقات على الكراسى السياسية التى اعتدناها 4 سنوات.

الأصل أنه لابد أن تحدد موقفك، هل تحب الخير للبلد مهما كان الشخص الذى يجلس على كرسى الحكم، ومهما كان خلافك السياسى معه أم لا؟.. السيسى أخطا فى قرار مشروع، تصريح، كلمة، انتقد ولك كامل الحق، ولكن فى نفس الوقت، تحلى بالحيادية وقت أن ينجز مشروع كبير للبلد، وبكل وضوح بعد نقاشات مطولة مع أصدقاء من فئات وأعمار مختلفة، تقوله مارأيك فى المشروع؟، يرد: "مش مستريح"، فتقول له ماذا تقصد بـ"مش مستريح، هو الرد على مشروع كبير يكون بالكلمة دى".. يرد دى تفريعة مش قناة، تقول له "بس هى باب خير لمصر"، يرد: "باب خير إيه دا البلد أنفقت عليها مليارات الدولارات وكان الأفضل ننفقها علي مشروع تانى زى المليون فدان"، تقول له: "ما هو الإنفاق دا سيعود بالإيجاب على مصر وأرقام الملاحة العالمية فى المستقبل بتشير إلى أن معدلات الإقبال على الملاحة هتكون أكثر"، يرد: "ما اتوقعش دا".

هنا المشكلة ليست مشكلة تفريعة ولا قناة، ليست مشكلة خلاف على اسم ولا حتى على جدوى مشروع، هنا مشكلة خلاف واضح، على من يحب الخير للبلد، فقط لأجل البلد، ومن يكره الخير للبلد طالما أنه يجرى تحت حكم عبد الفتاح السيسى، للأسف قوبلت فرحة المصريين بالقناة الجديدة بتهكم عدد كبير من الأصدقاء، وقوبلت مشاعر السعادة بحلم مصرى جديد باستهزاء من قبل أصدقاء، للأسف قوبل تناقلنا لتقارير إعلامية أجنبية بأهمية المشروع بتقارير إعلامية من أصدقاء لنا تسىء للمشروع وتعتبره أنه "فنكوش".

للأسف، أصدقاء لنا تجاهلوا أنه للمرة الأولى فى التاريخ الحديث، ننجح فى التسويق السياسى والعالمى لمشاريعنا الاقتصادية، تجاهلوا أن المشروع استعادة لروح المشاريع القومية التى نحن فى أمس الحاجة إليها، تجاهلوا صورة الزعماء والملوك ورؤوساء العالم فى مشهد الافتتاح، تجاهلوا روح الاحتفالات الملكية لمصر المحروسة، تجاهلوا أبواب الخير فى المستقبل، تجاهلوا أرقاما تحققت فى مشروع قناة السويس الجديدة ولم تحدث من قبل، تجاهلوا رفع 250 مليون متر مكعب رمال مشبعة بالمياه، تجاهلوا عرق 43 ألف عامل، تجاهلوا كل الأرقام فقط لأنه جرى تحت حكم يختلفون معه سياسيا.

أخيرًا، بعض الأصدقاء أشعر أن الأمر معهم شخصى، لو دعوته لحضور احتفال كبير يحضره السيسى أو رئيس الحكومة أو زيارة خارجية، يرحب ويبدى الاستعداد ويثنى على الأمر، بعبارات "حلو جميل جدا"، وفى المقابل تجد عبارات أكثر اختلافًا على السوشيال ميديا، فيظهر التباين الشديد بين ما يقال فى النقاشات الخاصة وبين ما يطرح السوشيال ميديا ، وكأن الإنسان يظهر بشخصيتين الأولى معنا والأخرى على "الفيس بوك"، والأخيرة لابد أن تتحلى بعدة صفات، الانتقاد مهما كان السبب ، السعى وراء "اللايك" بأى طريقة ولابد أن تستخدم عبارات متقطاعة فى البوست لحصد مزيد من الشير ولا مانع من نشر صورة أو لينك للمزيد من الاطلاع والتفاصيل".

أخيرا لن يؤثر رأيى ورأيك فى مسار قناة السويس الجديدة، ولكنه سيؤثر حتما فى عقلية إدراكنا لما يدور من حولنا فى بلد استهلكت 4 أعوام متتالية، واستنفدت فى 30 عاما قبلها، بلد تحتاج للفرحة ولمن يبث فيها الأمل من جديد بمشروع قومى تسميه أنت تفريعة وأفتخر أنا أنها "قناة جديدة".








مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د/حسام.المعادي

عايز افهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة