وأوضح الباحث الأثرى، أنه قد أعيد حفر القناة مره آخرى بعد أن كانت مهملة وكان ذلك تحت حكم الحاكم الفارسى "دارا الأول" (داريوس) فى الفترة من "486:521 ق.م"، وأثناء فتح الأسكندر الأكبر الأسكندرية أشرف على تخطيط مشروع القناة لنقل سفنه الحربية من ميناء الأسكندرية إلى ميناء أبى قير بالبحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر الدلتا والبحيرات كما بدأ تنفيذ مشروع قناة الشمال الا أن المشروعين توقفا لوفاته، وفى القرن الثالث قبل الميلاد قام "بطليموس الثاني" (فلاديلفيوس) بإستكمال القناه وأصبحت ممتده من النيل حتى السويس، وقد أعاد "عمرو بن العاص" بناء القناة بعد الفتح الإسلامى لمصر وربط النيل إلى البحر الأحمر لإنشاء خط جديد للإمدادات من القاهرة وقد كانت تستخدم لشحن الحبوب الى الجزيرة العربية ولنقل الحجاج إلى الأراضى المقدسة وقد عُرف باسم خليج أمير المؤمنين، وعندما جاءت الحملة الفرنسية فكرت فى إنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط إلا أن الفكرة لم تنفذ.
وتابع أحمد عامر، أنه فى عام "1854م" نجح الفرنسى "فرديناند ديليسبس" فى حشد إهتمام نائب الوالى سعيد باشا للمشروع، وفى عام "1858م" تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، وتأسست الشركة على أنها مؤسسة مصرية خاصة ويملك معظم أسهمها مستثمرين مصريين وفرنسيين وكانت شروط الإمتياز تنص على قيام الشركة الفرنسية بحفر قناة مالحة تربط بين البحر الأحمر والمتوسط وترعة عذبة تربط بين النيل والبحر الأحمر، وتنتفع الشركة بالقناة لمدة "99عام" من بدء افتتاحها فى "11 نوفمبر 1869م"على أن تؤول بعد ذلك ملكيتها بعد ذلك إلى الحكومة المصرية، وتتنازل مصر للشركة عن الأراضى المحيطة بالقناة القابلة للزراعة كما تعفى من الضرائب 10 سنوات، كما أنه من حق الشركة الإستيلاء على الأراضى اللازمة لحفر القناة التى يملكها الأفراد مقابل تعويض مناسب، وتقدم الحكومة المصرية أربعة أخماس "4/5" العمال من المصريين، مع الإعفاء الجمركى لجميع الآلات والمواد التى تستوردها الشركة، وتستخرج الشركة المواد الخام من المحاجر الحكومية دون دفع الضرائب، وتحصل مصر على أرباح قدرها "15%" من صافى الأرباح، وتمتلك مصر "44%" من أسهم القناة أى "177642 ألف سهم من أصل 400 ألف سهم"، وقد باعت مصر نصيبها فى اسهم القناة "177642 ألف سهم " فى عهد الخديوى إسماعيل فى نوفمبر1875م لسداد بعض الديون، كما تنازلت مصر عن أرباحها فى قناة السويس "15%" فى عهد الخديوى توفيق عام 1880م لإتحاد المليين فى باريس وفاءً لبعض الديون، وفى عام 1956م قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركه مساهمه مصرية، وقد إستغرق حفر القناة تقريباً 10 سنوات ومات فى حفرها ما يقرب من 120 ألف مصري.
موضوعات متعلقة..
إيناس عبد الدايم: فخورة بنجاح حفل افتتاح قناة السويس الجديدة