كشفت البيانات الأخيرة لجماعة الإخوان وتحالفها، متاجرة الجماعة بمن كانت تعتبرهم يومًا من الأيام بأنهم متطرفون، ففى البيان الأخير ذكرت أسماء قيادات فى الجهادية السلفية
، وقيادات تاريخية فى الجماعة الإسلامية، مشيدة بهم ومعتبرة إياهم من الشهداء، بعدما ماتوا داخل السجون.وذكر بيان تحالف الجماعة اسم الشيخ مرجان سالم الجوهرى مؤسس السلفية الجهادية وصاحب فتوى هدم الأهرامات، وأحد المشهورين داخل الأوساط الجهادية على مستوى العالم، كما ذكر بيان تحالف الإخوان الشيخ عزت السلامونى القيادة بالجماعة الإسلامية، الأمر الذى وصفه مراقبون للشأن السياسى بأن الجماعة تتاجر اليوم بأعدائها بالأمس.
قيادى سابق بالإخوان: الجماعة تتاجر بالجماعات الجهادية
بدوره قال خالد الزعفرانى أحد قيادات الإخوان المنشقة، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان هاجمت كثيرًا الجماعة الإسلامية خاصة فى عهد "مبارك"، مضيفاً: "عندما اغتالت الجماعة الإسلامية الرئيس الراحل أنور السادات ظلت الإخوان تقول إن الجماعة الإسلامية قتلت عمر بن الخطاب".
وأضاف: "عندما قامت الجماعة الإسلامية بإجراء مراجعات ونبذ العنف، شككت الإخوان فى هذا الأمر واتهموا الجماعة الإسلامية بالكذب"، مضيفًا: "عندما تشيد الإخوان اليوم بقيادات فى التيار الجهادى وفى الجماعة الإسلامية، يعتبر هذا تلاعب الجماعات وتغير فى المواقف وعدم ثبات على الفكر".
الإخوان توظف الحركات الإسلامية فى معركتها
من ناحيته قال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: "طوال عامين وتحالف الإخوان من خلال الهاربين إلى الخارج يحرض على الصدام والمواجهات مع الدولة ومؤسساتها تحت مطالب مستحيلة التحقق بدون اعتبار للأوضاع والمستجدات الإقليمية والمحلية، فيسقط قتلى وضحايا دمهم فى الأساس فى رقبة من يتعاملون مع الواقع السياسى بهذا الجمود وهذا العناد".
وأضاف "النجار"، لـ"اليوم السابع": "تستمر نفس السياسة دون تغيير حتى بعد وضوح ملامح المعركة الخطيرة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب إنقاذاً للمنطقة بأسرها من السقوط فى فوضى لا تبقى ولا تذر، وهى حالة تم توظيف الإخوان وصراعهم على السلطة، بحيث صاروا فى هذه المعركة داعمين لشوكة الإرهاب ومرجحين لكفته فى مواجهة الدولة ومؤسساتها".
وأوضح أن الإخوان توظف كل الفصائل وأطياف الحركة الإسلامية من أقصى اليمين المتطرف إلى الوسط لحسابها فى معركتها ضد الدولة، فى حين كان تحالفها مع الأنظمة يقتضى إظهار رفضها لممارسات تلك التنظيمات، لتسويق نفسها على أنها الجماعة المعتدلة التى تمثل الإسلام الوسطى، تاركة تلك الجماعات وحدها فى مواجهة نظام مبارك لا تتحدث عن شىء من الانتهاكات ضدها فى سجونه.
غطاء أخلاقى وسياسى
وأضاف: "واليوم تتحدث الإخوان عن انتهاكات ما دامت توظف لمصلحتها من زاوية أخرى، بالرغم من مسئولية قيادات الإخوان وحلفائهم الهاربين الأساسية عن المآسى التى يحياها قواعد وقيادات تلك الجماعات فى الداخل، حيث يصدرون بياناتهم المحرضة من فنادق واستوديوهات مكيفة دون مواءمات سياسية ولا مرونة، بحسب تغير المراحل ومستجدات الأوضاع، وهم يعلمون أن الدولة فى حالة دفاع عن النفس لفرض الاستقرار والحيلولة دون سيناريوهات الفوضى، ويعلمون أن السجون تتأثر سلباً وإيجاباً مع الواقع الميدانى ما بين التهدئة والاشتعال".
وتابع: "ورغم ذلك يغسلون أيديهم من المسئولية ويبررون فشلهم ويبرئون أنفسهم بإلصاق التهم جميعاً بالدولة، وتحميلها كامل المسئولية عما يحدث، لتوظيف ذلك كله فى مزيد من التحريض على العنف والدماء والصدام، أملاً فى إطالة أمد الصراع وإعطاء هروبهم وامتيازاتهم فى الخارج وحضورهم الإعلامى مسوغاً وغطاءً أخلاقياً وسياسياً".