انتهى حفل عمر خيرت، وبقى السؤال..ماذا تفعل بنا الأغانى الوطنية الحقيقية، هى قيثارة تدغدغ مشاعرنا..تحيل العاشق للوطن إلى طفل صغير متعطش إلى جرعة حنان زائدة من حضن أمه، وتمحو مشاعر الناقم على الوطن وتبث مكانها مشاعر الحنين..تجعله يتأكد أنه فى حاجة شديدة للانتماء لمصر..لحب هذا البلد..
الأغانى الوطنية سلاح قوى قادر على امتصاص السلبيات من نفوسنا..فلا تعرف كيف تنبض روحك بالحماسة حين ينطلق صوت شادية يغنى "ياحبيبتى يا مصر" تمامًا مثلما فعل عمر خيرت بألحانه لأغانى "تعرف تتكلم بلدى" و"فيها حاجة حلوة" التى شهدت على فرحة المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة أمس بالإسماعيلية، وحركت حماسة المصريين وحسهم الوطنى، وليس غريبًا أن تتحول الأغنيات الوطنية إلى سلام وطنى للبلاد، مثلما تحولت أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "والله زمان يا سلاحى" إلى سلام جمهورى لمصر حتى عام 1979م.
وما يؤكد ذلك أن الأغنيات الوطنية "السيئة" قد صنعت مجالا عكسيًا لهذه المشاعر، وليس بعيدًا القول بأن هذه الأغانى المصطنعة فى الكلمة والموسيقى وحب الوطن، كانت جزءًا أساسيًا فى إيجاد الغضب الشعبى قبل ثورة 25 يناير، عندما أصبحت الأغنية الوطنية أمرًا مرتبطًا بكرة القدم فقط، مما أفرغها من دورها العام، وغير المقصود وهو كما أسلفنا "صناعة الحنين".
تبقى الأغنية الوطنية مرتبطة عادة بحدث وطنى عظيم، وموثقة له، مثل أغنية "موال النهار" التى كتبها الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى، وغناها العندليب عبد الحليم حافظ بعد هزيمة 1967م، لبعث الأمل فى نفوس المصريين من جديد، وأغنية "على الربابة بغنى" التى كتبها عبد الرحيم منصور، ولحنها بليغ حمدى، وغنتها الفنانة وردة، لتعود ألحان عمر خيرت شاهدة على حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
موضوعات متعلقة..
للمرة الثانية فى أقل من شهر.. المغرب تمنع عرض مسرحية "حال بحال"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة