والسؤال كيف يقِّدر الدكتور عبد الواحد النبوى، وزير الثقافة، الموقف بعد أن قدم دعوة إلى الصحفيين ليشاركوه مع الوفد المرافق له من الوزارة لتفقد الأماكن المعدة لعرض الاحتفالات التى ستقيمها الوزارة احتفالا بافتتاح قناة السويس فى مدينة الإسماعيلية، ثم يفاجئ "النبوى"،الصحفيين،بعد وصولهم، بعدم إمكانية اصطحابهم معه فى الجولة وأرجع ذلك إلى وجود تشديدات أمنية تمنع اصطحابهم استعدادا لافتتاح القناة.
والعيب لا يكمن فى التشديدات الأمنية لأنها مطلوبة فى مثل هذه الظروف لكن الخطأ يكمن فى تقدير الوزير للموقف والظرف الذى يصطحب الصحفيين ثم يتخلى عنهم بسهولة.. بداية علينا إن نحدد إن الصحفيين تلقوا دعوات لتفقد هذه المناطق من وزارة الثقافة، وتجمعوا أمام مقر الوزارة فى القاهرة، صباح الثلاثاء، من الساعة العاشرة صباحا، وكان فى إمكانية الوزير إن يعتذر للصحفيين فى أى وقت قبل إن يتحرك الأتوبيس الذى استغرق قرابة الأربع ساعات حتى يصل إلى الإسماعيلية.
وعندما وصل الوزير للمحافظة المرتقبة ذهب لمقابلة محافظ الإسماعيلية فى مقر المحافظة ويبدو إن "النبوى" نفسه تفاجأ بعدم قدرته على اصطحاب الصحفيين، وهذا الأمر يفسر أشياء كثيرة منها عدم التنسيق ما بين الوزير والمسئولين فى الإسماعيلية، قبل زيارته فى هذا الموقف الصعب.
كما إن هذا الموقف والذى قد يبدو بسيطا فى مجمله لكنه ممتلئ بالإشارات والدلالات لأنه يعنى إن وزير الثقافة يفاجأ بالقرارات التى يتم اتخاذها فى أمور هو مسئول عنها، وأنه مثل باقى الموظفين المرافقين له لا يعرف الخطوة التالية لرحلته، وإلا ما كان يصطحب معه هذا العدد من الصحفيين لـ"نهار كامل" قبل إن يصرفهم فى صورة لا تليق بمكانة "الثقافة" فى مصر.
أمر آخر يظهر من الموقف هو إن "النبوى" لم يتعاطف مع الصحفيين وإلا لكان قد شرح دورهم المهم فى هذه المرحلة فى نقل صورة للاستعدادات التى تحدث داخل "قناة السويس" لكنه "تنازل عنهم" عند أول طلب.
لذا فإننا نؤكد إن الأمر يعكس إن "وزارة الثقافة" تدار بطريقة المفاجأة وبلا تخطيط مستقبلى وبلا خريطة، وأن وزير الثقافة فقط يستجيب لما يملى عليه فلا "يحاول" حتى على الأقل إن يغير شيئا مما يحث حوله.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. وزير الثقافة خلال تفقده مواقع احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة بالإسماعيلية: فتح جميع مسارح الدولة والسيرك القومى غدا مجانا للجمهور.. ونشاط ثقافى بجميع المحافظات تزامنا مع افتتاح القناة
