النص الكامل لكلمة وزير الخارجية أمام لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 08:16 م
النص الكامل لكلمة وزير الخارجية أمام لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية سامح شكرى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصف وزير الخارجية سامح شكرى فى كلمته التى القاها اليوم الأربعاء، أمام لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، الاعتداء على الرضيع الفلسطينى "على الدوابشة" بالانتهاكات البشعة التى يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينى، مؤكدا أنه يمثل انتزاعا للحق الإنسانى الأدنى للفلسطينيين، وفيما يلى نص الكلمة..

السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين
السيد الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية
معالى وزراء الخارجية السادة رؤساء الوفود


أود فى مستهل اجتماعنا أن أدعُوكم للترحم على المغفور له – بإذن الله - سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله، والذى لطالما أثرى بحضوره وآرائه أعمال هذه اللجنة.

السيدات والسادة
تلتئم لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اليوم استجابة لطلب دولة فلسطين وبحضور فخامةِ الرئيس محمود عباس للتشاور حول مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل التحرك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وذلك فى ظل تطورات وخيمة كان آخرها الجريمة البشعة التى صدمت العالم بأسره بحرقِ رضيعٍ فلسطينى منذ أيام، وهو ما يمثل أحد أوجه الهمِ اليومى للفلسطينيين من جراء اعتداءات سافرة وانتهاكات يقوم بها المستوطنون ضدهم بما ينتزع منهم الحد الأدنى من الحق الإنسانى البسيط بالشعور بالأمان، فضلاً عن ممارسات يومية تقوم بها إسرائيل كهدم للمنازل وتقييد حرية التنقل، وتبنى قوانين تتنافى وحقوق الإنسان كالإطعام القسرى للأسرى.... وغيرها.

كما أن تزايد الانتهاكات المنظمة للحرم القدسى الشريف من قبل المتشددين والمحاولات المتكررة لتغيير الوضع على الأرض، يضاعف من حجم الاحتقان بما ينذر بمواجهات، للأسف، يمكن أن يزج بالدين فيها ليكون وقوداً لها وهو آخر ما تحتاجه المنطقة التى يعصف بها حالياً عنف يتخذ من الدين ستاراً له.

السادة الكرام،
عبثاً، حاول البعض فى الفترة الأخيرة الترويج لأن الأزمات التى يمر بها إقليمنا العربى قد أزاحت القضية الفلسطينية عن صدارتها فى سلم أولويات السياستين العربيةِ والدولية إلى مرتبةٍ أدني، وأن العالم لديه فى الوقت الحالى ما يكفيه من القضايا المُلحة التى عليه التعامل معها بصورة عاجلة لتأثيرها على استقرار وأمن المنطقة.

ولعلكم تشاركونَنى الرأى فى أن تلك المقولة قد ثبت مراراً عدم صحتها، فالقضية الفلسطينية كانت ولا زالت محور اهتمام الأمة وقضية العرب الأولى، وأن التسويف المستمر فى حلها بشكل شامل وجذرى على أسس عادلة وفق مقررات الشرعية الدولية قد ألقى بظلالَه على المنطقة بأسرها وضاعف من أزماتها،

فقد أساءت قوى الشر دوماً للقضية الفلسطينية، فاستغلت تغلغلها فى الوجدان العربى ومكانتها لدى أجيال عايشت تفاصيلها وتفاعلت معها، بأن تاجرت بإسمها لتجند شبابنا لتنفيذ أجندات خاصةٍ ليس لها أدنى صلة بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا أعتقد أننى أُبالغ حينما أقول أن التأخر فى التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية يبعث برسالة سلبية إلى شعوب أخرى فى المنطقة تعانى من النير، وتثير لديها الشكوك بعدم جدية المجتمع الدولى فى تولى مسئولياته.


السيدات والسادة،


كان أشقاؤنا الفلسطينيون دوماً ضحيةَ تأجيل قضيتهم انتظاراً لحل هموم دولية أو حتى داخلية، فاهتز أملهم فى نيل حقوقهم وزاد شكهم فى رغبة المجتمع الدولى فى حل قضيتهم، وعليه فإن مصر تثمن دوماً أيةَ محاولات جادة ومبادرات مخلصة لوضع أطر وأسس ومعايير عادلة وشاملة للتوصل إلى التسوية السلمية، وترى فائدة فى البناء على مثل هذه الأفكار. فى هذا الصدد، لا زالت مصر تؤمن بأن الإطار المتكامل الذى توفره مبادرة السلام العربية يحقق ما تربو إليه كل دول المنطقة من سلام شامل ومستقر يقوم على التعاون.
فى هذا الإطار، فقد تتفقون معى على أن الظروف الحالية تستوجب تكثيف الاتصالات مع أطراف المجتمع الدولى التى لها نفس الهدف من خلال آليات تواصل مرنة، للبناء على الجهود التى شهدتها الفترة الماضية.

والتى تلت تولى مصر رئاستى القمة ولجنة متابعة مبادرة السلام، حيث عقدت اللجنة الوزارية المصغرة التى تضم مصر والمملكةَ الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية ودولة فلسطين والسيد أمين عام جامعة الدول العربية سلسلة اجتماعات بالقاهرة وبرشلونة، شملت استقبال وزير الخارجية الفرنسى لمناقشة مقترح بلاده حول دفع المفاوضات.

السيدات والسادة،


إن الدولة الفلسطينية المستقلة التى نتطلع إلى قيامها على أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية تحتاج دون أدنى شك وبشكل مُلِح إلى اصطفاف فلسطينى حول قضيته الأساسية وراء قيادته السياسية، وهو لأَمرٍ يستوجب إنهاء الانقسام الفلسطينى بشكل عاجل وفق اتفاق القاهرة، هذا ولن تألو مصر جهداً للعمل على إعادة اللُحمَةِ الفلسطينيةِ مرة أخرى وبالأخص أن الأمر قد أضحى مهدداً لمستقبل القضية الفلسطينية نفسها بشكل غير مسبوق.

قطاع غزة، غنى عن البيان أن تحسين أحوال أشقائنا الفلسطينيين فى القطاع أمر يحظى بأهميةٍ بالغةٍ لدى القيادة المصرية والتى لا تفوت أية فرصة لتقوم بذلك من خلال العمل مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولى، فتسعى مصر بالتعاون مع النرويج إلى حث الدول المانحة للوفاء بالالتزامات التى قطعتها بهدف إعادة إعمار القطاع خلال مؤتمر القاهرة. أشكركم لحسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة