الجارديان: سوريا على شفا تقسيم حقيقى بعد تراجع قوات الأسد1
قالت صحيفة الجارديان: إن الفوضى الدائرة داخل الأراضى السورية تقترب من وضع الدولة السورية رهن التقسيم بعد تراجع قوات بشار الأسد وهزيمتها فى أكثر من معركة، واستنزاف عتادها البشرى فى أكثر من جبهة.
وأضافت الصحيفة، أن نقص العدد البشرى فى قوات بشار الأسد بسبب هروب الآلاف من الشباب من الجيش، أو بسبب خسائر الحرب، يجبرها على التراجع أمام زحف المليشيات المتمردة المسلحة، للتحصن بالمدن الغربية من سوريا، والاعتماد بشكل كبير على مليشيات محلية غير مدربة، مما يؤشر بالتقسيم القادم فى سوريا.
وقالت الجارديان: إن الأيديولوجية الأصولية للعديد من المليشيات المتمردة المسلحة أثبتت فشل الحل العسكرى طوال الفترة الماضية فى سوريا، حيث لم ينجم عن اضطرابات الأربعة أعوام الماضية سوى فقدان ربع مليون مواطن لحياته، وتشتت وتشرد الملايين من أبناء الشعب السورى.
وكان الرئيس السورى "بشار الأسد" قد اعترف فى الشهر الماضى بخسارة قواته للعديد من المناطق والأراضى أمام زحف المليشيات المتمردة نتيجة لنقص الأعداد، وعدم قدرة القوات الحكومية على التمركز بمناطق مختلفة، فحماية قطاع ما تتوجب إضعاف حصانة قطاع آخر، وظهر ذلك فى انسحاب قوات بشار الأسد المتكرر فى إدلب، وخسارتها لمدينة تدمر بشهر مايو الماضى لمليشيات التنظيم المسلح داعش.
ويرى الخبراء أن النظام السورى حاليا يتشبث بالمناطق التى يسيطر عليها بغرب البلاد، متمثلة فى مدن مثل العاصمة دمشق واللاذقية وحماة، حيث تنسحب قواته عادة لضمان السيطرة على تلك المدن، لاجئا إلى عمليات القصف الجوى الأعمى للمدنيين بالمناطق التى تقع تحت سيطرة المليشيات المتمردة المسلحة، لإجبارهم على الانتقال إلى مدنه الغربية، مما يعتبر مؤشرًا قويًا آخر على عملية التقسيم، التى تجرى حاليا فى البلاد.
الفاينانشيال تايمز: الحيرة الأمريكية تحبط مليشيات المعارضة المعتدلة بسوريا2
قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز: إن التحالف العسكرى ضد تنظيم داعش المسلح أجرى مقابلات مكثفة مع رموز المعارضة السورية المسلحة المعتدلة للتوصل إلى كيفية إدارة المناطق، التى تجرى الخطط لاستعادتها من براثن سيطرة مليشيات داعش دون الالتفات إلى السؤال الأهم، وهو "من سيخوض القتال البرى ضد تنظيم الخلافة المزعومة"؟
يقول تقرير الصحيفة البريطانية: إن إدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" بدأت فى اتخاذ إجراءات تزيد من تدخلها فى الحرب الأهلية السورية بعد إبرامها اتفاقية فيينا مع جمهورية إيران الإسلامية بشأن ملف الأخيرة النووى، مشيرة إلى التعاون الأمريكى - التركى الأخير لشن هجمات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش بالأراضى السورية، تحديدا بالمناطق المتاخمة للحدود التركية.
وأشار التقرير إلى أن الحيرة التى تقف الإدارة الأمريكية حول اختيار أى من المليشيات المسلحة داخل سوريا، لتوجيه الدعم العسكرى له لخوض القتال ضد تنظيم داعش، علما بأن البنتاجون وأجهزة الاستخبارات الأمريكية أظهرت توجسها فى أكثر من ظرف من تقديم أسلحة لمليشيات ذات تعاطف مع أيديولوجية داعش الأصولية.
وكان تنظيم جبهة النصرة المصنف كتنظيم إرهابى قد وجه ضربة موجعة للخطط الأمريكية، عندما نجح بنهاية الأسبوع الماضى فى اختطاف ثلث القوة العسكرية المكونة من 60 مقاتلا تلقوا تدريبهم على يد خبراء التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت تركيا قد اقترحت إنشاء منطقة عازلة بالحدود السورية – التركية لمنع مليشيات داعش من تنفيذ عمليات عسكرية، ولكن أمريكا أبدت اعتراضها لتخوفها- وفقا للخبراء- من أن فكرة إنشاء منطقة عازلة قد تضع جنود التحالف الدولى فى مواجهة مباشرة مع الرئيس السورى بشار الأسد، وستجبرهم على الالتزام بحماية اللاجئين.
وقالت مجموعة من نشطاء المعارضة السورية المعتدلة: إنهم أمضوا ردحا طويلا من الوقت فى خوض نقاشات مع أمريكا، التى تطالبهم بتزويدها بقائمة لمجموعة من المقاتلين المستعدين لمواجهة التنظيمات الأصولية المسلحة.
وقال ناشط من مدينة "دير الزور" السورية، إنه بعث للإدارة الأمريكية بشهر مارس الماضى قائمة تحمل اسم 200 مقاتل مستعد لمواجهة التنظيمات الأصولية، وتلقى التدريب التحالف الدولى، لكنه تم تجاهله حتى الشهر الماضى، حيث طُلب منه مرة أخرى تحضير قائمة جديدة للمقاتلين، وهو الأمر الذى بات صعبا بعد أن انضم أغلبية رجال المنطقة للمليشيات الأصولية، التى تتلقى دعما ماليا وفيرا من بلدان خليجية.
وقالت الفاينانشيال تايمز: إن الحيرة الأمريكية والتباطؤ فى اتخاذ القرار جعل العديد من المليشيات المعتدلة تعزف عن التعاون مع الولايات المتحدة، مبدية شكوكها حول مدى جدية التحالف الدولى لتدريب وتسليح أكثر من 5 آلاف مقاتل لمواجهة كل من داعش ونظام بشار الأسد.

