أكرم القصاص - علا الشافعي

الاطمئنان المطلوب من إيران

الثلاثاء، 04 أغسطس 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيا كانت نتيجة الاجتماعات التى عقدها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى العاصمة القطرية، الدوحة، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى، وسيرجى لافروف وزير خارجية روسيا، إلا أن الشكوك ستظل قائمة بشأن ما تم التوصل إليه بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووى الإيرانى، حتى وإن ردد كيرى ما قاله فى القاهرة أمس الأول الأحد، إذا طبقت خطة فيينا بالكامل فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمنا، لأن هذه مجرد أمنيات لكيرى ولحمائم الإدارة الأمريكية.

نعم هى أمنيات، لأن الطرف الآخر المتمثل فى إيران مازال يتعامل بسياسة الكروت، فهو لا يريد أن يتخلى عن نفوذه فى بعض دول المنطقة باستغلال بعض الأقليات الشيعية ودعمها عسكرياً ومادياً، فى محاولة لفرض سيطرتها على على دول الجوار، فاليد الإيرانية العابثة مازالت موجودة فى لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق، وتسعى ليكون لها تواجد قوى فى دول الخليج، وبدون أن تكون هناك تعهدات إيرانية واضحة بالكف عن دعم المليشيات المسلحة فى الدول العربية لإحداث فرقة وفوضى فى الأقليم فإن الاتفاق النووى سيمنح لطهران القوة التى لن يسمح العرب بأن تستمر طويلاً، وسيكون هذا الاتفاق بداية لحرب مشتعلة فى المنطقة وليس لتهدئة المنطقة.

إيران تعتبر الاتفاق «الطريق الثالث» فى سياستها الخارجية، كما قال رئيسها حسن روحانى أمس الأول، فى خطاب تليفزيونى، وهو مصطلح جديد يؤكد أن الإيرانيين يريدون تطبيق الاتفاق وفقاً لمفهومهم الخاص، فهم لا يريدون أن يخسروا الكروت التى جمعوها خلال السنوات الماضية، بل إنهم سيسعون إلى زيادتها، خاصة بعد الطفرة الاقتصادية المتوقع حدوثها فى الجمهورية الإسلامية، وهو ما يحتاج إلى إعادة صياغة لبنود الاتفاق، بحيث يكون شاملاً ومطمئناً لدول الإقليم.

اطمئنان الإقليم لن يكون بتسليح إسرائيل الحليف الاستراتيجى الأول للولايات المتحدة، ولا بزيادة القدرة الدفاعية لدول الخليج، لأنه بهذه الطريقة نكون قد وضعنا المنطقة على حافة الحرب التى لن تنتهى، وإنما الاطمئنان بأن تكون هناك ضمانات على الجميع بأن يكون هناك احترام متبادل لسيادة كل دولة على أراضيها، ومنع التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وأن تكف إيران عن سياسة دعم «المظلومين» كما تبرر دوماً، هذه هى الطريقة المثلى لكى يطمئن الجميع. فبخلاف ذلك ستفشل كل الطرق والمحاولات الدبلوماسية، حتى وإن حاولت إيران أن تظهر فى شكل الحمل الوديع الذى يريد أن يحقق الأمن والسلام للشرق الأوسط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة