نقلا عن اليومى..
للمرة الأولى تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة جماعة الإخوان للإرهاب، وقال جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى خلال الحوار المصرى الأمريكى الذى جمعه مع نظيره المصرى سامح شكرى، إن هناك أدلة على أن قيادات جماعة الإخوان وراء أعمال إرهابية وأعمال عنف نفذت بمصر، وإنهم وراء القنابل والتفجيرات التى تقتل الأبرياء. هى المرة الأولى التى يصدر اعتراف رسمى من جهة أمريكية، كانت هذه هى التصريحات الأهم فى جلسات الحوار، التى شهدت اختلافات فى وجهات النظر، لكن الاعتراف الأمريكى خطوة مهمة تعتبر تطورا فى الموقف الأمريكى، الذى لم يخل أبدا من ازدواجية ورهان ما على جماعة الإخوان من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما، فضلا على استمرار التضليل الإخوانى والأكاذيب التى تميز الجماعة منذ نشأتها.
العلاقات المصرية الأمريكية تقوم على المصلحة وتوازنات القوة، وربما تكون هناك متغيرات تحكم هذه العلاقة بين مصر وأمريكا خاصة مع تحولات واضحة فى العلاقات رسمها الاتفاق النووى الإيرانى أو تحولات الإرهاب وتهديداته.
ولا شك أن اعتراف وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يكشف عن اتجاه أمريكى كان موجودا وظهر بأن هناك علامات وظواهر حكمت ثورة 30 يونيو، التى مثلت ثورة وإرادة شعبية، لم يعد من المفيد تجاهلها، وقد ظهرت بوادر التحولات خطوة وراء أخرى بإعادة طائرات الأباتشى والإف 16، وحتى لو كان الاعتراف الأمريكى بإرهاب الإخوان جاء متأخرا، لكنه يكشف عن إعادة صياغة العلاقات المصرية الدولية ونجاح للدبلوماسية المصرية والسياسات الخارجية الناجحة وتنوع مصادر التسليح، وثبات السياسة الخارجية ونجاح الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب. ولعل إعلان أمريكا دعمها الكامل لمصر فى مواجهة الإرهاب، جاء بعد اعتراف دول غربية بأخطائها فى تقييم خطر التنظيمات الإرهابية التى أصبحت تمثل تهديدا لهذه الدول، وسبق لمصر أن حذرت من خطورة الإرهاب على العالم.
ولعل تأثير هذا الاعتراف الأمريكى أصاب الإخوان وتوابعها بحمى وأشعل التوتر والتشنج الإخوانى ليس فقط لدى قيادات الجماعة الهاربة، لكن للمرتزقة التابعين للجماعة فى تركيا ولندن، الذين أصابهم الذعر، وأعادوا تهديداتهم، وبعضها تهديد للولايات المتحدة وهجوم على جون كيرى.
ورأينا كيف شنت جماعة الإخوان الإرهابية، هجومًا عنيفًا على الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى مصر بامتلاك واشنطن أدلة تورط الإخوان فى أعمال عنف، وهدد الإخوان أمريكا بزيادة العنف، وأصدرت الجماعة بيانا باللغة الإنجليزية يحمل خليطا من الاستعطاف والتهديد المبطن، فيما أصاب التشنج بعض الكيانات التابعة للجماعة فى تركيا وغيرها، وهؤلاء يخشون على التمويلات والمكاسب التى توفرها لهم تبعيتهم للجماعة، وهم يدركون فشلهم فى مساندة الجماعة وتوابعها، ويكشف هذا الموقف عن خلافات بين أطراف التنظيمات التابعة للجماعة، لأن هؤلاء فشلوا فى حملاتهم الاستجدائية ويخشون من انكشاف هذا الفشل، بعد أن أصبحوا يتسولون اللقاءات على أبواب الاتحاد الأوروبى وأمريكا.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: كيف نفرض نظاما جديدا للجودة والرقابة لمواجهة الإهمال الإدارى؟.. أحيانا لا يتعظ المسئولون الآخرون ويواصلون الإهمال ورأينا مثلا إقالة رئيس حى وسط ومازال هناك كسالى ومهملون
- ابن الدولة يكتب: قراءة أخرى فى ملف قناة السويس الجديدة.. السيسى تسلم الحكم فى وطن ممزق ومشتت نفسيا وسياسيا وليس به كتلة سياسية واحدة مجتمعة
- ابن الدولة يكتب: القضاء على فيروس الكبد أمن قومى.. إقامة نظام عادل ومحترم للعلاج خطوة لا تقل أهمية عن المشروعات الكبرى التى تحققت خلال عام
- ابن الدولة يكتب: مصر والسعودية وأمريكا.. واستراتيجيات الأمن القومى.. تسليم الطائرات أو الزوارق هو أمر رمزى لشكل العلاقات
