روشتة «أديب مصر العالمى» للقضاء على الإرهاب..بنى الإرهاب على ثلاث.. الشمولية والقهر والظلم.. مقالات الروائى الكبير عن الإرهاب فى التسعينيات صالحة لمواجهته فى 2015

الأحد، 30 أغسطس 2015 06:36 م
روشتة «أديب مصر العالمى» للقضاء على الإرهاب..بنى الإرهاب على ثلاث.. الشمولية والقهر والظلم.. مقالات الروائى الكبير عن الإرهاب فى التسعينيات صالحة لمواجهته فى 2015 نجيب محفوظ
وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا تكتب عن الروائى الكبير الراحل نجيب محفوظ فى ذكرى رحيله التاسعة..؟ ماذا تكتب عن رجل كتبت عنه أقلام الدنيا ولم تزل تكتب، وأى جديد تضيف فى مساحة محدودة، لعل أفضل ما فعلناه فى «اليوم السابع» ونحن نفكر فى الاستعداد لذكرى رحيل كبيرنا - الذى علمنا الكتابة - التاسعة والتى توافق الثلاثين من أغسطس 2006، أن بحثنا فى أوراقه، ومقالاته، التى كتبها معايشة للأحداث الجسام التى شهدتها مصر فى التسعينيات، واستخرجنا بضعة مقالات، شكلت أبرز آراء محفوظ عن الإرهاب والاستقرار، والفساد، والاستبداد، والظلم والقهر والقمع، وكذلك عن التنمية وحتمية مواجهة الانفجار السكانى.

لم يكن أديبنا الكبير الراحل نزيل برج عاجى يعتزل الناس وهمومها، يعلمنا نجيب محفوظ دروسه، يعلمنا أنه لا سبيل لدولة ترغب فى الاستقرار، دون أن تحقق العدل والتنمية، لا سبيل لدولة تبحث عن مواجهة ناجحة للأفكار المتطرفة، دون أن تعالج أسباب هذا التطرف، وتنتزعه انتزاعا من أحشاء المجتمع، يصف محفوظ المجتمع بالإرهابى إذا توافرت فيه هذه الشروط الثلاثة، الشمولية، والقمع والظلم، يقول أديبنا الكبير فى مقال نشره فى الحادى عشر من يناير عام 1990 بعنوان «الإرهاب وتطهير البلاد من الفساد»:

«علينا أن نواجه الإرهاب بكل الوسائل المشروعة لا بوسيلة واحدة، علينا أن نواجه الإرهاب بعزم مضاعف حتى لا تتكرر الجريمة التى استهدفت رجل الأمن الأول فى البلاد، لا تَسَامُحَ مع مَنْ تُسَوِّلُ له نفسه إشهار السلاح لقتل الأبرياء وهز الاستقرار، والعبث بالجهد المبذول لإنقاذ السفينة من الغرق، ولا مناقشة فى حق المجتمع فى الدفاع عن نفسه بالقوة والحزم الواجبَيْن، ومع الحرص الكامل على شرعية المعركة وشرفها، وأن تمضى فى ظل القانون واحترام حقوق الإنسان.

هكذا يعرف أديبنا الكبير الراحل معركة الإرهاب بإنها معركة العدل، ينطلق فيها رجال الأمن للدفاع عن مهمة سامية، ولا يتحولون إلى موظفين مكلفين بالدفاع عن منحرفين من نوع ما، هكذا يقصد محفوظ فى مقاله الفسدة الذين يلتهمون فرص الشعب، ويدوسون على حقوقه فى الوظائف ويدهسون فى طريقهم قيم المساواة، وانتفاء المحسوبية، فى مقاله الآخر الذى عنونه «أسرة الإرهاب» الذى نشره يوم 14 يوليو 1994 يعرف محفوظ المجتمع الإرهابى بأنه المجتمع الذى يعانى أفراده من قوة النفوذ والقرابة، والحزب والأسرة والطائفة والدين، يقول محفوظ فى تعريفه للإرهاب فى مستهل المقال: «لعل أبسط تعريفٍ للإرهاب هو استعمال القوة غير المشروعة فى سبيل الوصول إلى غاية ما — إنْ صحَّ هذا التعريف — فليس الإرهاب المعروف هو الإرهاب الوحيد الذى يُمَارَس فى المجتمع؛ كلُّ ما يتحقَّق بالقوة لا بالقانون أو الشرعية هو نوع من الإرهاب. والقوة لا تعنى الرصاص والقنابل فحسب، فهناك أيضًا قوة النفوذ، والقرابة، والحزب، والأسرة، والطائفة، والدين.

فيمكن القول بأن أية قوة تُستعمل لخرق الشرعية أو تخطِّى القانون هى إرهاب، ويجب أن نعتبرها كذلك، وأن نضعها فى كفة واحدة مع الإرهاب الذى نطارده صباح مساء.

فالوصول إلى السلطة قد يكون نتيجة جهاد مشروع، أو ثمرةً لعنف إرهابى. وشغل الوظائف العامة قد يكون بحسب المجموع أو من خلال امتحان نزيه، وقد يعتمد على قوة النفوذ والواسطة؛ أى على الإرهاب. والصفقات التجارية قد تعتمد على قوانين السوق، وقد يتحكَّم فيها النفوذ والرشوة، وغير ذلك من وسائل الإرهاب الاقتصادى. وعلى هذا النحو تجرى الخدمات، فانظر إلى ما يقع فى الطريق والمستشفى والمواصلات والمصالح الحكومية؛ هل تتم المعاملة وفقًا لنظام ثابت شامل لا يفرِّق بين شخص وآخر، أم أنه يفتح ذراعيه بحرارة الترحاب لأُناسٍ ويصب على الآخرين عذاب المعاناة بغير حساب؟

بعد هذا التمهيد؛ فإننى أدعو كل قارى لتأمُّل ما يحدث فى مجتمعنا، وليحكم بنفسه أهو مجتمع قانونى شرعى أم مجتمع إرهابى؟» وأظنك تَتَّفِق معى على أن أولى درجات الحضارة أن يتحوَّل المجتمع من مجتمع يقوم على الغريزة والقوة إلى مجتمع يحيا فى ظل القانون والشرعية ليحقق الحرية والعدل». هذه كانت كلمات أديبنا الكبير فى التسعينيات، فهل وعينا الدرس، هل يترجم أحدهم هذه النصائح التى لم تزل باقية وصالحة، إلى خطوات عملية لتنفيذه هذه الروشتة، العمل بهذه الوصاية بسيط كما يقول صاحب ملحمة «الحرافيش»، هو تطبيق القانون والشرعية لتحقيق الحرية والعدل.




موضوعات متعلقة:



- 7 أبطال من عالم نجيب محفوظ تتحدى الزمن وتؤكد: «اللى ألف ما ماتش».. «سى السيد».. «محجوب عبد الدايم»..كمال عبد الجواد..«حميدة»..«أنيس»..«كمال فى السراب»..«زهرة»


- فى الذكرى التاسعة لرحيل أديب نوبل نجيب محفوظ ولأول مرة منذ 20 عاماً.. أسرار جديدة فى محاولة اغتيال الأديب العالمى.. شهادة بقلم أشرف العشماوى وكيل النيابة الذى حقق فى القضية


- فى ذكرى رحيله التاسعة.. نجيب محفوظ "ديوان" الثقافة المصرية

- أشهر 5 قضايا فى حياة «سيد الرواية العربية»..الثورة عنده «1919».. والسلطة مستبدة دائما.. والإرهاب مرض.. وحرية الإبداع «لما تنشر على حسابك».. ويخاطب «ناصر»: إنك لم تكن قائدًا ذا شأن بأى حال من الأحوال








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة