وقالت صحيفة الباييس إن قمة باريس التى عقدت أمس السبت، لمناقشة الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها فى أوروبا خاصة بعد الهجوم المسلح الفاشل على قطار فرنسى، دعت فيها الحكومات الأوروبية بتعديل اتفاقية شينغن لمراقبة الحدود الداخلية الأوروبية.
وأشارت إلى أن 9 وزراء أوروبيين فى باريس لهدف صياغة رد منسق لخطر تعرض شبكات السكك الحديدية فى أوروبا لعمل إرهابى محتمل، ويعتبر هذا نتيجة للهجرة غير الشرعية التى أصبحت تمثل قلقا كبيرا لأوروبا، حيث يرى الكثير من الخبراء أنها مجرد مخطط لدخول التكفيريين إلى القارة، وتنفيذ تهديداتهم.
وأوضحت الصحيفة أن المهاجرين يواجهون الموت أثناء عبورهم فى قلب أوروبا، مشيرة إلى أن العثور على جثث أكثر من 90 من المهاجرين غير الشرعيين فى عرض البحر الأبيض المتوسط، فى حين أن 200 آخرين ما زالوا فى عداد المفقودين، لافتة إلى معاناة المهاجرين واللاجئين الذين يقصدون أوروبا.
وأشارت إلى أن العديد من السياسيين الذين زاروا أماكن تواجد هؤلاء اللاجئين شعروا بالصدمة مما رأوه، وتعبيرهم أن مغامرة هؤلاء اللاجئين على متن قوارب مطاطية للوصول إلى أوروبا تبين أنه ليس لهم خيار آخر غير ذلك.
المفوضية الأوروبية تنشئ صندوقا من 1000 مليون يورو لأزمة اللاجئين
أما صحيفة الموندو فأشارت إلى أن المفروضية الأوروبية ترغب فى إنشاء صندوق من 1000 مليون يورو، وسوف يتم اتخاذ قرار بأن اللاجئين لا يحصلون على اللجوء السياسى، موضحة أن المفوضية الأوروبية رأت أن الحل يكمن فى تقديم المزيد من الأموال لصندوق الثقة الأوروبية الأفريقية الذى يعمل على إدارة أزمة اللاجئين، وكانت ألمانيا أظهرت بالفعل موافقتها على هذا الاقتراح لكونها غنية وقادرة على التعامل مع هذه الأزمة.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد مؤتمر صحفى يوم الاثنين، لإعطاء تفاصيل الخطة الاقتصادية، وذلك بهدف الحد من تدفق اللاجئين، ومن هذه الإجراءات التى سيتخذها الاتحاد الأوروبى هو عدم حصول اللاجئين على اللجوء السياسى، وهذا ما سيتم مناقشته فى قمة الاتحاد الأوروبى وأفريقيا المقرر عقده فى مالطا 11 و 12 نوفمبر المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السياسات تعتبر خطوة كبيرة فى إدارة أزمة اللاجئين الأوروبية، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى يضع على مدى السنوات الست المقبلة 2400 مليون يورو، وإيطاليا حتى الآن استقبلت المبلغ الأكبر 560 مليون يورو، بينما اليونان وإسبانيا 473 مليون يورو و259 مليون يورو، أما المملكة المتحدة فاستقبلت 27 مليون يورو، وفرنسا وآخرين 20 مليون يورو.
أزمة الهجرة تسببت فى تزايد نسبة الاتجار بالبشر فى أوروبا الشرقية
وقالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية، إن حوالى 323 مهاجرا وصلوا إلى أوروبا فى عام 2015 من خلال عبور البحر المتوسط، فى حين أن أكثر من 2500 لقوا حتفهم غرقا، وذلك وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مأساة وفاة 71 شخصا اختناقا فى شاحنة مهجورة فى النمسا، قررت دول البلقان تسهيل مرور اللاجئين إلى البلدان الأوروبية، مشيرة إلى أن "أوروبا متضامنة ضد أوروبا البشعة"، كيف أن مجموعة ديمقراطية ومتقدمة اقتصاديا بـ560 مليون نسمة تجد نفسها عاجزة وغير قادرة على استقبال 300 ألف شخص من اللاجئين الذين يفرون من الوحشية التى تمزق بلادهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن من الأمور التى تقشعر لها الأبدان أن يتم تحت العين الديمقراطية ترك أشخاص يموتون من الوافدين فى ظروف غير إنسانية، مع وجود خطاب لكراهية الأجانب، موضحة أن أزمة الهجرة أيضا تسببت فى تزايد الاتجار بالبشر فى أوروبا الشرقية مع ما يترتب على ذلك من مآسى مثل ما وقع مؤخرا فى النمسا التى تعد من أكثر الأمثلة المظهرة لهذه البشاعة، مضيفة أنه فى مواجهة هذا الطارئ لا بد من إجابة قوية وجماعية للاتحاد الأوروبى من أجل وضع حد لتزايد هذه المآسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة