أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد العزازى يكتب: الشعب يريد

السبت، 29 أغسطس 2015 08:03 م
محمد العزازى يكتب: الشعب يريد التأمين الصحى - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعانى مصر منذ عقود من أمراض اجتماعية كثيرة، دأب الكثير من علماء الاجتماع والطب النفسى على محاولة علاجها دون جدوى فى الوصول إلى لب المشكلات.

انفلات أخلاقى، تطرف دينى، ارتفاع معدل الجريمة، تفشى الفساد، إهمال القيم الإنسانية، ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق، ارتفاع معدل البطالة، زيادة حالة الاكتئاب، زيادة عدد أطفال الشوارع، صراع مادى، ضعف الانتماء الوطنى.. الخ

الكل يتغنى بالماضى وأخلاق الزمن الجميل.. أين ذهبت الأخلاق والقيم الإنسانية الجميلة برغم تدين أهل مصر والتزام غالبيتهم بالعبادات ومظاهر الدين سواء مسلمين أو أقباطا.

هذه المشكلات كانت السبب الرئيسى فى اشتعال ثورة 25 يناير، التى كادت تدمر مصر لولا رعاية الله وحفظه لمصر وتوفيقه لنا فى ثورة 30 يونيه المجيدة.

إن السبب الحقيقى وراء كل هذه المشكلات هو عدم شعور المواطن بحد الأمان، وهو أن يشعر المواطن بأن الدولة ترعاه رعاية حقيقية ومسئولة عنه فى حياته ومستقبله ومستقبل أسرته لأنه مواطن يحمل جنسية الدولة، وهذا ما يضطر الشباب للهجرة غير الشرعية رغم إدراكهم أنهم قد يلقون حتفهم فى الطريق.

وأول عناصر تحقيق حد الأمان أن تتحمل الدولة تعليم أبناء الشعب تعليما حقيقيا يؤهله أن يجد فرصة عمل بعد تخرجه دون الحاجة للجوء للمدارس الخاصة والدروس الخصوصية والكتب الخارجية.. فالدولة تنفق أموالا طائلة على التعليم، ولكن هذا الإنفاق كسكب المياه فى إناء مثقوب، مما يدفع الشعب لإنفاق أكثر من نصف دخلهم على التعليم سواء الدروس الخصوصية أو التعليم الخاص، فيجب أن تدرك الدولة أن أهم ثروة تمتلكها مصر هى القوة البشرية، إذا تم إعدادها جيدا، ولتحقيق هذا يجب أن تهتم الدولة بالتعليم الفنى وتقليل أعداد المؤهلات العليا لتلبية حاجات سوق العمل المتعطش للفنيين المدربين جيدًا.
ثانى عناصر الأمان أن تنشئ الدولة نظام تأمين صحى إجباريا يضمن لأفراد الشعب العلاج اللائق فى حالة المرض، وتتحمل الدولة اشتراك غير القادرين بشكل يحفظ آدمية الشعب وكرامته، فبكل أسف الفقير فى مصر يستسلم للموت إذا مرض لأنه يعجز عن تدبير نفقات العلاج .

ثالث عنصر هو المسكن.. حلم كل شاب أربعة حيطان تمثل الستر وبذرة كيان الأسرة.. فالدولة لابد أن تقيم مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة بالمرافق والمناطق الصناعية والزراعية والتجارية والترفيهية وتوفر الشقق للشباب بإيجار معقول يستطيع سداده دون الإخلال بباقى متطلبات المعيشة من مأكل وملبس، ووسائل تنقل وجزء للترفيه، ويمكن له الانتقال من مسكن لآخر حسب عدد أفراد أسرته ويترك شقته لأسرة أصغر، كما سيمكنه نظام الإيجار من حرية التنقل فى محافظات مصر إذا وجد وظيفة أفضل.

هذا مايريده الشعب ليطمئن على حياته ومستقبله، ليهدأ الصراع المادى، الذى أسفر عن كل الأمراض الاجتماعية، التى نعيش فيها الآن.

فدخل المواطن سيصبح للإنفاق على معيشته فى الحاضر لأنه مطمئن على مستقبله ومستقبل أسرته، وليس مضطرا ليعمل فترتين ليوفر نفقات المدارس والدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، ولن يخاف من المرض ويدخر له طوال حياته، لأنه سيجد أفضل علاج.. لن يدخر ليشترى شققا ليزوج أبناءه أو يجهز بناته، فابنه أو ابنته سيعملون فور تخرجهم، وسيجدون المسكن بسهولة من الدولة وسيجهزون مسكن الزوجية سويًا.

سيطمئن المواطن لأنه سيعرف أن الدولة ترعاه رعاية حقيقية مما يزيد عنده الانتماء للوطن وسيدرك أن كل أجهزة الدولة لخدمته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة