بعدما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطة دولة الاحتلال الإسرائيلى لتعميم تعليم "اللغة العربية" فى كافة المدارس اليهودية داخل إسرائيل، من أجل تخريج جيل يتقن "العربية" بلهجاتها المختلفة وخاصة "العامية المصرية" لسد حاجة هيئة المخابرات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلى من الجواسيس، أكد عدد من المثقفين أن إسرائيل تحاول أن تعرف أعداءها، وحذر بعضهم من أن هذه تعد خطوة خطرة فى تحقيق حلمهم من النيل إلى الفرات.
وأكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، أن هذا أسلوب تتبعه المخابرات فى كل مكان، لمعرفة كل شىء عن العدو، بداية من ثقافته وعاداته وتقاليده.
وأضاف الدكتور جمال شقرة، أن الطلاب الإسرائيليين يحتاجون إلى تعلم اللغة العربية بلهجاتها المختلفة، لأن ذلك سيفيدهم عندما يحتكون ببعض العناصر العربية، ويقيمون علاقات بينهم.
وأوضح الدكتور جمال شقرة، أن الخطر يأتى إذا تعامل الموساد الإسرائيلى مع هؤلاء الطلبة لزرعهم كجواسيس، خاصة وأنهم مازالوا فى عمر صغيرة، يسمح لهم أن يتشربوا اللهجات المختلفة، ويكونوا قادرين على فهم أعدائهم.
وقال القاص سعيد الكفرواى، إن إسرائيل تعيش حداثة العصر، وترى أن معرفة العدو فى كل نواحيه الاقتصادية والثقافية والسياسية جزء من استمرارها كدولة مرفوض وجودها فى المنطقة.
وأضاف القاص سعيد الكفراوى، أن تعلم اللهجات العربية وتدريسها فى المدارس العبرية طريقة أونهج للتعرف على ثقافات المنطقة، ومن ثم يكون هناك امكانية للدخول إلى عالم أعدائها أو منافسيها التاريخيين، أو الإلمام بمجمل حضارة الآخر، مشيرًا إلى أن أول من ترجم أدبا عربيا كان وزير الخارجية الإسرائيلى أبا إيبان، ترجم يوميات نائب فى الأرياف لتوفيق الحكيم إلى العبرية.
وأكد الكفرواى، أن هذا جنس لا يعرف "الهزار"، فكل ما يؤكد وجوده يصنعه، فهو متربص لإحياء حلمه فى إقامة دولة من النيل للفرات، فيما نحن نحيى كل يوم جماعات الجهاد وسلطات ديكتاتورية والبعد عن الحداثة والإغراق فى الماضى، وهذا صراع تعيه جيدًا مثل إسرائيل.
وأشاد الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والأدب المقارن بكلية دار العلوم، بهذه الخطة قائلا: إنها اتجاه علمى جيد يستحق التقدير وليتنا نتعلم منه، وأضاف الدكتور أحمد درويش، أن الإسرائيليين أدركوا منذ القرن التاسع عشر، أن اللغة هى المدخل الرئيسى لهوية الأمة وقدرتها، وهم أنفسهم أحيوا اللغة العبرية التى كانت ميتة تمامًا فى نهاية القرن التاسع عشر، تحت شعار أطلقه الفيلسوف اليهودى أليعازر بن يهودا، وهو شعار "لا حياة لأمة بدون لغة".
وأوضح الدكتور أحمد درويش، أن الإسرائيليين استطاعوا أن يحولوا اللغة العبرية من لغة شبه ميتة إلى لغة الآن تدرس بها كل فروع المعرفة حتى فى الطب والهندسة والعلوم، ونحن فى المقابل استطعنا أن نلحق الضعف والمرض والموت بلغتنا على كل المستويات.
وأكد الدكتور أحمد درويش، أن إسرائيل الآن فى الجولة الثانية بعد أن أحيوا لغتهم، وسيطروا بها على وطنهم يريدون أن يتعلموا أسرار لغتنا، ما دمنا نحن أهملناها لكى يسيطروا علينا أيضًا باعتبارنا ثقافة تاريخ مستباحة لا حماة لها، ولغة ضيعها أهلها، وأصبحوا يتفاخرون بأنهم يعرفون لغات أخرى وهم لا يجيدونها.
وأكد الدكتور أحمد درويش، أن العلاج ليس فى أن نشتم الوباء القادم، بل فى تقوية أنفسنا، وتقوية مناعتنا ضده، قائلا: إن ما نفعله فى مناهج التعليم عندنا من حيث الاهتمام باللغة واللهجات مناهج مليئة بالجهل والتخلف، ولا تؤدى إلا لما نراه الآن، حتى الذين ينطقون اللغة العربية فى المحافل الرسمية، أصبحوا لا يجيدون نطقها كما يفعل الصينيون والإسرائيليون والإيرانيون، فهم ينطقون أفضل منا.
بعد إلزام إسرائيل تعليم "العربية" للتلاميذ..مثقفون:خطوة خطرة لتحقيق حلم الصهاينة..جمال شقرة:الموساد يسعى لزرع جواسيس..أحمد درويش:علينا تقوية أنفسنا أمامهم..سعيد الكفراوى:متربصون لاختراق العالم العربى
السبت، 29 أغسطس 2015 09:30 م
تلاميذ إسرائيليون - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة