قبل ساعات من مظاهرات جديدة تجتاح العاصمة بيروت.. مجموعات "أنونيموس" المقنعة تذيع مقطع فيديو لإرشاد المحتجين للتعامل مع الشرطة.. ووزير الداخلية يتهم عناصر من الأحزاب بالاندساس فى المظاهرات لإثارة العنف

كشفت إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية النقاب عن أن مجموعة "أنونيموس" دخلت على خط الاحتجاجات اللبنانية المطالبة بإزالة النفايات من لبنان، وإسقاط حكومة رئيس الوزراء اللبنانى "تمام سلام".

وقالت الإذاعة الفرنسية إن المفاجأة جاءت من مجموعة "أنونيموس" التى دخلت على خط الاحتجاجات اللبنانية، حيث أيدت المجموعة لتظاهرات "طلعت ريحتكم "ومؤيدة للمطالب، من خلال فيديو تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها .

وتابعت الإذاعة ان الفيديو يتضمن خمس نصائح للبنانيين: منها ضرورة استخدام الشبكات الاجتماعية للتعبير عن الغضب، وتوصيل الواقع عبر “يوتيوب” أو “تويتر” والدعوة لضم رجال شرطة فى صفوف المحتجين للسيطرة على الثورة، وأهمية إيجاد رموز خاصّة بالثورة لن ينساها لبنان. وأن يبقى اللبنانيون متّحدين ولا يسمحوا للأحزاب السياسية بأن تخطف الاحتجاج.

كما حذرت مجموعة "أنونيموس" فى هذا الفيديو الموجه للبنانيين من خروج أبطالا مزيفين و أن الثورة العالمية ستكون مرعبةً للبعض، ولكنّ الأمر يستحقّ أن يصبح العالم خالياً من الفساد"

المشنوف يتهم الأحزاب السياسية بإثارة العنف فى المظاهرات

ومن جانبه، اعتبر وزير الداخلية اللبنانى نهاد المشنوق، اليوم الجمعة، أن التظاهر وحرية التعبير حقٌ من حقوق كل اللبنانيين مكفولةً بموجب الدستور اللبنانى، واتهم المشنوق فى مؤتمر صحفى مجموعة من الأشخاص بالانتماء إلى أحزاب سياسية دخلوا التظاهرات ودفعوا باتجاه العنف.

ورفض المشنوق اتهامه بأنه ابن النظام الأمنى، وأشار إلى اضطهاده من قبل النظام السورى مراتٍ عدة.

ودعا المشنوق القوى الأمنية إلى حماية المتظاهرين يوم السبت، محذراً من اعتداء المشاغبين على الأملاك العامة والخاصة.

وكان وزير العدل اللبنانى أشرف ريفي، أكد أمس الخميس، أن مجموعات معروفة بعدم سلميتها، ومحسوبة على سرايا المقاومة التابعة لحزب الله، تعمل على اختراق التظاهرات التى نظمها المجتمع المدنى ضد أزمة النفايات، وتحاول استغلالها وركوب موجتها.

وأكد ريفى أن اللامركزية الإدارية التى نص عليها اتفاق الطائف هى الحل لأكثر من أزمة لبنانية، مشددا على ضرورة تشكيل مجلس شيوخ يعمل على تحرير مجلس النواب من الطائفية.

حمالات واسعة للتظاهر غدا فى ميادين بيروت

يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه حملة "طلعت ريحتكم" وأوساط حزبية تقدمية وعلمانية وسياسية وحركات المجتمع المدنى فى لبنان إلى احتجاجات عارمة يوم غد السبت ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلى وسط بيروت احتجاجا على استمرار أزمة النفايات فى لبنان.

ووجه منظمو الحملة من الناشطين فى المجتمع المدنى دعوة عبر صفحتهم على موقع "فيسبوك" جاء فيها "لأن السلطة اللبنانية مصرة على دفن رأسها بالرمال ضاربة بعرض الحائط مطالب اللبنانيين، لأن قضية النفايات لم تحل بعد، والمعتدين على المتظاهرين لم يحاسبوا، تدعو حملة طلعت ريحتكم الشباب اللبنانى بكافة أطيافه إلى النزول نهار السبت فى 29 آب/ أغسطس الساعة السادسة مساء إلى ساحة الشهداء فى وسط بيروت للدفاع عن صوتهم المستقل".

كما دعا حزب الله اللبنانى، الذى يلعب دورا مهما وحيويا فى فريق 8 آذار إلى "إيقاف مهزلة التداعيات السلبية لأزمة النفايات لمصلحة الحلول المعقولة، وإيقاف مسارب الفساد فى هذا الملف الخطير على صحة ومستقبل أولادنا ومجتمعنا"، داعيا الى ضمان حق التظاهر السلمي، مضيفا أن "الاعتراض البنّاء حق مشروع وأن الحلول المنصفة ستهدئ النفوس وترسم خطوات العمل لمصلحة الناس فى هذا الملف المهم".

وبدأت الحملة فى نهاية يوليو بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومدن وبلدات محافظة جبل لبنان نتيجة أزمة نتجت عن إقفال مطمر رئيسى للنفايات جنوب العاصمة لم يعد يتسع للمزيد من النفايات ورفض الأهالى المقيمين فى محيطه إعادة فتحه، وعن انتهاء عقد شركة "سوكلين" المكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد.

ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى فى اماكن عشوائية، مثل مساحة أرض ملاصقة لمرفأ بيروت وتحت الجسور وفى أراض مهجورة، من دون معالجة وفى شروط تفتقر الى أدنى معايير السلامة الصحية.

الحكومة اللبنانية تطالب العون من تركيا

بينما طلب رئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام، الدعم من نظيره التركى أحمد داود أوغلو، لحل أزمة النفايات التى تشهدها بلاده، وذلك فى اتصال هاتفى جرى بينهما اليوم الجمعة.

وأفادت مصادر فى رئاسة الوزراء أن أوغلو أبلغ نظيره اللبنانى استعداد بلاده لتقديم المساعدة لتجاوز لبنان أزمته الحالية، مشيراً إلى أن تركيا تمتلك الإمكانات والتجربة فى هذا الصدد.

وأشارت المصادر إلى أن داود أوغلو أعطى توجيهاته إلى وزارة البيئة والتخطيط العمرانى التركى، بإرسال فريق فنى فى أقرب وقت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مضيفة أن المعنيين بدأوا بالإجراءات اللازمة فى هذا الخصوص.