محمد محمد السعيد عيسى يكتب : أفكار علمية لرفع الكفاءة المهنية للمعلم

إن التقدم الهائل فى دول النمور الأسيوية لم يأت من فراغ بل هو نتاج عمل وجهد وصبر وكفاح من الجميع، فتجربة مهاتير محمد فى ماليزيا وقدرته على انتشال البلاد من مستنقع الفقر والبطالة إلى قمم التقدم والازدهار لهى نموذج يجب على القائمين على الأمور فى بلادنا العربية أن يحذو حذوه ويسير على خطاه.

لقد بدأت النهضة التعليمية فى تلك البلدان عن طريق التدريب المتقن للمعلم ولم يكن هذا التدريب على التقنية أو على ما هو خارج حدود وإمكانات الميزانيات الفقيرة لتلك الدول فى ذلك الوقت بل كان التدريب يرتكز على الواقع ويعالج أمور ومشاكل معاصرة.

أنا أزعم لو أن وزارة التربية والتعليم تبنت مشروع الإدارة الصفية الناجحة فقط وركزت على تدريب جميع المعلمين على كيفية إدارة الصف بطرق ومهارات تربوية متقدمة تراعى البعد البيئى والبعد الزمانى والمكانى لاستطاعت أن تنجز وأن تغير الكثير من الأمور إلى الأفضل وفى وقت قليل جدا.

إن المشكلة الرئيسية التى يعانى منها قطاع التعليم فى بلادى هى مشكلة رفع الكفاءة المهنية للمعلم خاصة فى مجال إدارة الحصة وتقديمها بشكل علمى مخطط لصناعة تعلم حقيقى داخل الحصة. وأقترح لحل هذه المشكلة أن يتوفر التدريب للجميع على موقع الوزارة على شكل تسجيلات لمحاضرات فنية وكورسات تفاعلية.

وكذلك يجب أن يكون المعلم شخص باحث أكاديمى قادر على القيام بخطوات البحث العلمى وعرضها على هيئات متخصصة أكاديميا تستفيد من البحث وتفيد المعلم، ولا يمنع أن تمنح وزارة التربية والتعليم درجات الماجستير والدكتوراه للمعلم الباحث المجتهد.

ومن الأفكار التى يمكن أن تسهم فى الارتقاء بمستوى التعليم فى مصر هو عمل لقاءات بين المدارس المتقدمة فى دول مثل اليابان والصين وتكوين روابط بين المعلمين فى تلك الدول وبين معلمينا وكذلك العمل المشترك خلال مشروعات تعليمية أكاديمية.

إن الاصطفاف خلف الأمل والوعى الجمعى هو أهم ما يجب على كل مواطن أن يفعله فالوطن الغالى فى حاجة إلى أفكار الأبناء وسواعدهم من أجل البناء والتنمية والتقدم. عاشت مصر عاشت أمتنا العربية.