وتجرى مصر مفاوضات لشراء السفينتين الحربيتين، وقد بنتهما فرنسا خصيصا لروسيا لكن الأولى تراجعت عن الصفقة بعد تدخل موسكو فى الأزمة الأوكرانية وسيطرتها على منطقة القرم. وحذر مسئولون فرنسيون، الأربعاء، أنهم يتفاضون أيضا مع مشترين آخرين محتملين للسفينتين الأكثر تطورا.
وقال مسئول فرنسى رفيع أن عقد صفقة مع مصر بخصوص سفينتا مسترال هو بين "الخيارات الجدية". وتقول الصحيفة الأمريكية أن مصر وغيرها من الدول فى الشرق الأوسط تسعى لتعزيز ترساناتها وإظهار أنهم لم يعدوا يعتمدون على الولايات المتحدة فى مسألة الأمن.
وتضيف أن هذا الجهد من قبل دول المنطقة بات أكثر إلحاحا فى أعقاب الإتفاق النووى مع القوى الدولية، الخطوة التى تحذر العديد من دول الخليج بأنها سوف تعمل على تشجيع إيران، المنافس الإقليمى للسعودية.
وتشير وول ستريت جورنال إلى أن سفن ميسترال ستكون بعضا من أكثر القطع البحرية تقدما فى الترسانة العسكرية داخل الشرق الأوسط. ويمكن للسفينة الحربية الفرنسية أن تنقل مئات القوات و16 مروحية ودبابات وعشرات من الناقلات المدرعة. وفضلا عن هذا فإن أهم ما يميزها توفر نظام قيادة وسيطرة متطورة يمكنه توجيه حركة هذه السيارات فى معارك على الأرض أو فى البحر.
وكان العقد المبرم مع روسيا لبيع سفن ميسترال هو نتيجة لجهود الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، لإصلاح العلاقات مع روسيا بعد غزوها لجورجيا فى 2008. لكن فى أعقاب ضم روسيا لمنطقة القرم ضمن أراضيها فى 2014 وقامت بدعم التمرد فى أوكرانيا، تعرض الرئيس الفرنسى الحالى فرنسوا هولاند لضغوط دولية لإلغاء عقود الأسلحة مع الكرملين حيث كانت تخشى الولايات المتحدة والدول الأخرى من تمكين موسكو بقدرات جديدة لإطلاق هجمات ساحلية.
وتخلص الصحيفة مشيرة إلى أن توقيع إتفاق مع مصر ببيع السفينتين من شأنه أن يحيى الآمال الخاصة بميناء سانت نازير، لتصبح واحدة من أكبر من يبنى سفن عسكرية، بعد تعرضها لضربة جراء إلغاء عقدها مع روسيا. المدينة الفرنسية، التى تحتفظ بتاريخ مشرف من بناء اكبر السفن الفرنسية، تعتمد حاليا على عقود سفن كروز من أجل البقاء الإقتصادى.
