بعد كل التطورات التى تحدث فى المنطقة العربية بأكملها لا داعى لإنكار الحاجة الماسة إلى قوة عربية مشتركة، وهذه القوة تعد بمثابة تفعيل لنظام الجامعة العربية الذى يقتضى الدفاع المشترك، ولكن نود أن يكون الأمر مختلفًا عن معاهدة الدفاع العربى المشترك والتعاون الاقتصادى التى وقعت عام 1950 ونتخلص من قيود الأطر النظرية البحتة والانتقال إلى التطبيق العملى الناجح، تلك الحاجة الشديدة إلى القوة العربية المشتركة نابعة من صعود التنظيمات المتطرفة على الساحة العربية (داعش، جبهة النصرة، بيت المقدس).
أيضا تدخل إيران اللافت فى الشأن العربى كما حدث مع الحوثيين فى اليمن، الأمر الذى أدى إلى قيام عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن ومن ثم عملية إعادة الأمل، كل هذه العمليات من أجل إنقاذ اليمن من الحوثيين الذين يتم إمدادهم من قبل إيران.. لابد أيضا أن نأخذ عاصفة الحزم كمنطلق هام للقوة العربية المشتركة، حيث ما دام بإمكان غالبية الدول العربية الاتحاد وتجميع القوات من أجل إنقاذ اليمن سيكون بإمكانهم أيضا بدء وتنفيذ نموذج أكبر للحفاظ على الأمن العربى بشكل دائم. تلك القوة سوف تجعل الطابع الدفاعى أساس لها ولا تحمل أى تهديد بالقوة لأى كيان آخر ولا تسعى لتغيير موازين القوة فى المنطقة إلا على نحو إيجابى لخدمة الصالح العام، وفى رأيى إن هذه القوة سوف تعيد صياغة الحس القومى بشكل قائم على أيديولوجية متزنة نابعة من حس المواطن العربى نفسه.
نحن لا نريد تكرار سيناريو ليبيا من تدخل قوات الناتو بحجة مواجهة ميليشيات القذافى فى اى دولة عربية اخرى ، بل السيادة المطلقة لكل الدول العربية وعدم الحاجة إلى استدعاء قوى استعمارية تحت ستار حماية الامن ، كل هذا من شان القوة العربية المشتركة فعله لطالما وجدت عناصر عربية متحدة للحفاظ على استقرار المنطقة باكملها ، نحن لانريد ان نبالغ او نستهين بمهام هذا التحالف العربى الجديد الذى سوف يكون من شأنه تحقيق ثقل للعالم العربى فى المجتمع الدولى اضافة إلى محاربة الجماعات الارهابية .. وبعد ان اكد وزير الدفاع الامريكى أشتون كارتر على دعم واشنطن لهذا المقترح العربى بالاضافة إلى روسيا وبريطانيا وفرنسا اصبحت القوة العربية تحظى بتأييد دولى من شأنه اعطاء الشرعية الاقليمية للقوة المشتركة والدفع بالمشروع .
لكن علينا التغلب على عدة مشاكل سوف تواجه التحالف بداية من الاختلاف التام بين الدول من حيث اللوجيستيات والتقدم التكنولوجى والعقائد القتالية إلى التناقض التام بين المصالح الجيوسياسية فى المنطقة حيث إن الدول العربية مختلفة بشأن بعض القضايا العربية مثل : مصر والسعودية لاتتفقان على موقف معين بشأن الصراع السورى، أيضا قطر لديها نظرة مختلفة للإخوان المسلمين الذى تم تصنيفها كجماعة إرهابية، لكن هذه المشاكل سوف تحل عن طريق المشاورات الدائمة بين الدول العربية والتنسيق والتكامل بين القوات العربية، ومحاولة التقارب فى المواقف السياسية إلى حد ما. فهذا هو الحل المنطقى والأمثل لكل الانتهاكات التى تحدث على الساحة السياسية العربية إنها (القوة العربية المشتركة).
رشا علاء البعل تكتب: عندما تكون القوة العربية المشتركة هى الحل
الخميس، 27 أغسطس 2015 06:00 م
ورقه وقلم - ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة