انتقاد المسئولين لإزالة الشعار
وقوبل إزالة الشعار فى إيران برد فعل حاد من قبل بعض المسئولين والمتشددين والحرس الثورى، حيث انتقد العقيد برات زادة، قائد قوات البسيج فى منطقة "قائنات" التابعة لمحافظة خراسان الجنوبية، حذف شعارات كانت منتشرة فى المساجد الإيرانية.
وقال العقيد زادة "إن المساجد لم تبنَ فقط لأداء فرائض الصلاة والعبادات، بل وجدت لتكون مكانا لمواجهة الاستكبار العالمى"، مضيفا: "أن النشأة الحقيقية لروح مقاومة الاستكبار، والتضحية، تبدأ من المساجد".
وأضاف برات زادة "كل ما نملكه نحن فى إيران مرتبط بهذه الشعارات، وبروح المقاومة التى تواجه الاستكبار الإعلامى بقوة وشراسة، وهذا ما تعلمناه من الإمام الحسين فى كربلاء"، على حد تعبيره.
وأكد برات زادة، أنه يجب الحفاظ والسيطرة على المساجد فى إيران من قبل المؤسسات التابعة للحرس الثورى الإيرانى، لأن "أفضل القوات التى من الممكن أن يتم استقطابها إلى الحرس الثورى هم من الشباب الذين يتوافدون إلى المساجد"، معتبرا أن هذا السبب هو الكامن وراء أهمية العمل الجماعى والمنظم للسيطرة على المساجد فى عموم إيران.
من جانبه، قال مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشؤون الثقافية والدفاعية العميد مسعود جزائرى فى 22 الشهر الجارى، إن شعار "الموت لأمريكا" لم يُصنع فى لحظة واحدة لكى يستطيع أحد إلغائه.
وأضاف "الثورة الإسلامية الإيرانية جاءت لتبقى وتقضى على الأعداء لذلك فإن مفجر الثورة الإسلامية الخمينى وقائد الثورة على الخامنئى أكدا باستمرار على تحديد هوية الأعداء".
واعتبر أن شعار "الموت لأمريكا" و"إزالة إسرائيل"، تحولا حالياً "إلى شعار عالمى الطابع وحاز على دعم.
وقال موقع فرهنج نيوز المتشدد، إن التيار المؤيد والمقرب للمرشد الإيرانى على خامنئى سوف يواجه بشدة هذه السياسة ومن يقوم بالترويج لدعاية حذف الشعار.
تاريخ شعار "الموت لأمريكا" فى إيران
ظهر لأول مرة فى إيران خلال عام 1979، عندما اندلعت الثورة الإسلامية فى إيران هتاف ضد الشاه محمد رضا بهلوى، وازداد ارتفاع الهتاف فى إيران حينما حدثت أزمة دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، بعدما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين السفارة الأمريكية فى طهران، واحتجزوا 52 مواطنًا أمريكيًا لمدة 444 يومًا من 4 نوفمبر 1979 وحتى 20 يناير 1981، رفعوا وقتها شعار الموت لأمريكا على السفارة الأمريكية بطهران.
واعتاد المصلون فى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية 1979 بترديد شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" عقب كل صلاة، ورسمت على حوائط وجدران شوارعها.
إلا أن الرئيس الأسبق ورئيس مجمع تشخيص النظام الإيرانى هاشمى رفسنجانى، كشف فى السنوات الأخيرة أنه اقترح على الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية إزالة شعار "الموت لأمريكا" .
وأكد فى تصريح نشره موقعه الرسمى منذ سنوات "روح الله الخمينى كان يعارض إطلاق شعارات الموت لأمريكا مثلما كان يعارض إطلاق شعار الموت ضد بعض الأشخاص خلال الأجواء الثورية التى رافقت سقوط حكم الشاه".
ونقل رفسنجانى عن الخمينى قوله: "أنا أعارض أساسا الشعارات المتطرفة والسب ولا أعتبرها مفيدة".
وأثارت تصريحاته الحرس الثورى الذى اعتبره هو من روج فى السنوات الأخيرة على موافقة الخمينى شخصيا على حذف شعار (الموت لأمريكا) فى إيران، وكذبوا روايته وقالوا إنها رواية كاذبة اختلقها حتى يستطيع أن يروج لدعاية الحذف تحت ستار موافقة الخمينى.
وكان المرشد الأعلى فى إيران ـ أعلى سلطة فى البلاد، حذر الأسبوع الجارى، من النفوذ الأمريكى تحت مظلة الاتفاق النووى، قائلا: "تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الاتفاق النووى إلى أن تخترق المجتمع الإيرانى وتؤثر على بعض النخب فى إيران، ولكننا سنقاوم هذه السياسة بقوة" على حد قوله.




موضوعات متعلقة..
بعد الاتفاق النووى.. إيران تزيل شعارات "الموت لأمريكا" من مساجدها