التجار فى انتظار الزبائن ليلا ونهارا بلا جدوى
وأصبح تجار المدينة يبدأون يومهم فى فترة الظهيرة حتى قرب منتصف الليل، فى انتظار زبائن قل وجودهم، بعدما كانت شوارع الحميدى والتجارى والثلاثينى والجمهورية تفتح أبوابها دون إغلاق لاستيعاب زوار المدينة، ولكن قرارات حكومية بتعديل لوائح الاستيراد، قلصت الفوارق بين السلع الواردة لبورسعيد بنظام المنطقة الحرة وبين الواردة بنظام الاستيراد العادى، مما منع عن المدينة ميزة الرحلات اليومية للاستفادة من الأسعار الرخيصة.
تاجر: بقالنا 40 يوما لا بيع ولا شراء
حسين بائع شاب فى الشارع التجارى أحد أشهر شوارع تجارة الملابس المستوردة، وقف أمام محله يقول "منذ 40 يوما بدون بيع ولا شراء، ورغم اننا فى فترة موسم تجارى من شهر رمضان والصيف وقدوم الأعياد والمدارس، إلا أننا نبقى أيامًا بدون أن نبيع قطعة ملابس واحدة".
ويضيف الشباب: "هنا فى البلد لا يجد وظائف و"لا عارفين نتجوز"، ولو اشتغلنا فى السكة الغلط الحكومة تقول لا ده غلط ولما نمشى صح مفيش بيع، ومش عارف سايبنا كده ليه، ولحد أمتى المفروض نعالج الوضع ونفتح الحالة الاقتصادية، لأننا لم نعد مستحملين أكتر من كده".
محافظة بورسعيد الأعلى فى معدلات البطالة
وتتصدر محافظة بورسعيد قائمة المحافظات الأعلى فى معدلات البطالة بنسبة 25.9%، حسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر في إبريل الماضي، برغم انخفاض معدل البطالة لعام 2014 بنسبة 0.2% ليصل إلي 13% على مستوي الجمهورية.
وصنفت بورسعيد كأعلى معدل لحالات الطلاق، بسبب ضعف الحالة الاقتصادية للشباب المقبل على الزواج وارتفاع معدل الركود والبطالة، حسب دراسة أعدها المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببورسعيد.
قوانين الاستيراد الجديدة سبب حالة الركود
ويفسر عمرو شيحة، تاجر أحذية، حالة الركود، التى تعانى منها المدينة بسبب قوانين الاستيراد الجديدة التى طبقت على المدينة، وعدلت فئة التعامل مع تجار بورسعيد بوزن الملابس المستوردة، وليس بعدد القطع، مما رفع السعر وألغى الفارق بينها وبين الملابس المستوردة لباقى المحافظات.
ويقول شيحة: "الأزمة بدأت وقت حكم مبارك مع تعديل مواد قانون المنطقة الحرة، وأعادها محمد مرسى للعمل بالقانون القديم، ولكن قراره لم ينفذ ومنشورات الاستيراد الجديدة زادت من هموم التجار"، وأضاف "اتحد التجار فى وقفات احتجاجية ومطالبة مجلس الوزراء بتعديل المنشور رقم 21 لسنة 2014 ولكن لا نجد استجابة".
وأوضح شيحة، أن القانون الجديد رفع سعر الحاويات المستوردة للضعف باحتساب وزن الكيلو بـ14 دولارا بدلا 8 دولارات فقط، وهو ما كان يمنح بورسعيد ميزة فى انخفاض أسعار الملابس، ويمثل انتعاشا للمدينة فى رحلات اليوم الواحد، التى تأتى للاستمتاع بالسباحة فى الشواطئ المفتوحة ثم التبضع فى أسواق الحميدى والتجارى.
ائتلاف تجار بورسعيد يطالبون بتطبيق قائمة سعرية محددة
فى نفس السياق تقدم ائتلاف تجار بورسعيد بمذكرة لوزير المالية، ورئيس مصلحة الجمارك، فى أكتوبر الماضى يطالبون فيها بالعمل بنظام القائمة السعرية المحددة بمعرفة الإدارة العامة لجمرك بورسعيد عن عامى 2005 و 2006، على أساس إعادة تقييم القائمة السعرية على أن تكون بالكيلو بما يعادل بالقائمة سواء بالقطعة أو بالدستة، وأشارت المذكرة إلى أن قرار 21 كان يهدف إلى إلغاء المنطقة الحرة لأنه يتم بموجبه تحصيل الرسوم الجمركية على البضائع الواردة برسم الوارد 14 دولارا فى الكيلو والبضائع الواردة برسم المنطقة الحرة 14 دولارا، وبذلك تصبح الأسعار فى المدينة الحرة أغلى على المستهلكين من سعر الوارد.
بورسعيد تعانى والتهريب شغال
حمدي شبانة، أحد التجار يقول "بورسعيد تعانى من كل شيء، وفى موسم العيد الماضى اشتغلنا آخر أسبوع فى رمضان فقط، وما يزيد أزمة المدينة هو تهريب السلع إلى مدن القاهرة والقنطرة غرب بالإسماعيلية مما يزيد الضغط علينا".
ويضيف" التهريب شغال، وتحدثنا كثيرا مع المحافظ ومجلس الوزراء لتشديد الرقابة على التهريب، ولكن التشديد يأتى بنتيجة ليوم أو يومين على الأكثر ويعود من جديد، وده حالنا من 6 سنوات.
وتعلن مديرية أمن بورسعيد بشكل يومى عن ضبط كميات من السلع المهربة إلى خارج المنطقة الحرة تصل إلى 100 طن فى اليوم الواحد أحيانا، ولكن التشديد الأمنى على منافذ الرسوة والجميل لم يمنع التهريب من مدقات سرية فى الطرق الصحراوية وبحيرة المنزلة.
ويشكو سيد تاجر" من تلف بضاعته بسبب العرض فى الشمس ولا يجد مشترين وقال "اسألوا المسئولين عن الغرفة التجارية وحلولهم للبلد، تعبنا من كتر الكلام ومش عارفين نأكل عيالنا".
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
خلصت الفوضة و لسة كمان