الأيام أثبتت أن العجلة لا تدور إلى الوراء إلا لالتقاط الأنفاس وأخذ العبرة مما مضى، أما الحياة فهى تتقدم على الرغم من كل سلوك بشرى مضاد لها، فمصر عادت ولن تضيع ثانيةً، وإن كانت منه.
يقول الكاتب والمؤرخ الأمريكى هواردزن: "عندما يُطاح بالأنظمة الاستبدادية تكون المعارضة قد بدأت قبل ذلك فى الثقافة، وهى المجال الوحيد الذى يكون للناس فيه بعض الحرية، تبدأ بالرواية والشعر والموسيقى، لأن هذه الأشكال لا تمثل تهديداً مباشراً للمؤسسة ، فهى ممارسات غامضة وغير مباشرة ، بالتالى تراهن المؤسسات على أنها لن تؤدى إلى أى شىء يهدد سلتطها، ولكن غالباً ما تخسر السلطات الشمولية تلك المقامرة".
ويبدو أن الأنظمة الحديثة قد تنبهت لقوة الكلمة وقوة النغمة، فرواية مقتل الرجل الكبير لإبراهيم عيسى على سبيل المثال تمت مصادرتها، ومنعت أغنية يا مصريين لآمال ماهر من البث على قنوات التلفزيون المصرى، ورغم ذلك كانت الثورة مازالت مستمرة حتى ظهور الموجة الثانية منها.
الثورة ليست مجرد اعتراض واحتجاج على واقع موضوع يتجاوب مع مصالح وتوجهات المجتمع فقط، بل هى نقلة نوعية فى حياة الناس نحو الأفضل لتحسين ظروف معيشتهم فى أجواء أوسع من الحريات المدنية والديمقراطية والكرامة.
أسامة حراكى يكتب: حتى تكون الثورة نقلة نوعية فى حياة الناس
الخميس، 27 أغسطس 2015 03:18 ص
ثورة 25 يناير