وورلد تريبيون: انظر حولك..من هم المتواطئون الغربيون الممولون لداعش؟

فى مقال بصحيفة " وورلد تريبيون الأمريكية" قال الكاتب الأمريكى " نورمان بيلى " أن تنظيم "داعش" الإرهابى يلقى دعما ماديا من عدد من المتواطئين الغربيين من رجال الأعمال والدوائر المالية الغربية، ولولاها لما قامت لهذا التنظيم قائمة.

وذكر بيلى- أستاذ الاقتصاد بمعهد السياسة العالمية بواشنطن- أن الجهود تضافرت فى السنوات الأخيرة بين عباد (الموت والدمار) فى الشرق الأوسط، المتمثلين فى إيران وتنظيم القاعدة وحركة طالبان، وداعش ومن على شاكلتهم وعباد المال (الثروة والجشع) فى الغرب.

وقال بيلى ليس الأمر بجديد فلقد كتب لينين- زعيم الثورة البلشفية فى روسيا- عن مجتمع التجارة الغربى قائلا "الرأسماليون سيبيعون لنا الحبل لنشنقهم به" وأضيف أنا "بل سيقرضوننا الأموال حتى نقتلهم بها"، ومثالا على ذلك تنظيم داعش فى سوريا والعراق، فتلك المنظمة الوحشية لديها الكثير من المال لتمويل فتوحاتها الرهيبة، وكذلك تمويل الدعاية والتواصل مع المجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء المنطقة وفى أوروبا وآسيا وأفريقيا.

ولكن يتبادر إلى الذهن سؤال من أين يأتى هذا التمويل؟ على ما يبدو فى المقام الأول من مصدرين هما: الأموال التى استولوا عليها من البنوك فى المدن التى خضعت تحت سيطرتهم- وخاصة الموصل فى العراق- أومن بيع النفط الخام والمنتجات من حقول النفط ومعامل التكرير التى استولوا عليها.

ولكن البنوك فى الوقت الحاضر لا تملك مئات الملايين من الدولارات من الأوراق النقدية ولن يستخدم النفط الخام والمنتجات إلا لتلبية المنتجات المحلية ما لم يكن هناك مشترى، فضلا عن سبل إرسال المنتجات للمشترين، وبعبارة أخرى، يمكن الحصول على الأموال من البنوك لاستخدامها كرواتب لجحافل الإرهابيين وأغراض أخرى، من خلال تعاون البنوك المراسلة الأخرى.

أما بالنسبة للنفط، فقد تجد مشترين له بسهولة فى الغرب، وتسمح للشاحنات الناقلة بالوصول إلى الموانئ حيث تنتظر ناقلات النفط لتحميله.

و أشار الكاتب إلى أن كل هذا يتطلب متواطئين من رجال الأعمال الغربيين أو بالدول المجاورة لديهم الرغبة فى ذلك، مضيفا " لن أصرح بأسماء، فمن السهل التعرف على المشترين والوسطاء والممولين، ولذا إذا كان معارضو داعش جادين فى فعل شئ لكانت داعش محرومة حاليا من تدفق الأموال، ولن تكون قادرة على مواصلة طريقها بالقتل والدمار والاغتصاب والاستعباد ".

و بعد سنوات من بناء نظام للعقوبات التى كانت فعالة فى حرمان إيران من الأموال اللازمة (ومع انخفاض أسعار النفط)، اتجهت إيران إلى الدبلوماسية، وقبلت بالجلوس على طاولة الحوار مع القوى الست، وحاليا تنهار العقوبات وتتوجه مجتمعات الأعمال التجارية من فرنسا وألمانيا وروسيا والصين والعديد من البلدان الأخرى لعقد صفقات مع طهران.

أما داعش فلا تتكبد عناء التفاوض، فليس لديها مشكلة فى التوصل إلى متواطئين من عباد المال من أجل مواصلة تقديم القرابين التى يطلبها آلهة (الموت والدمار).