ذكر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن نصف الفلسطينيين، فى القدس المحتلة، يفضلون الجنسية الإسرائيلية على الفلسطينية، ذلك بحسب استطلاع رأى أجراه "المركز الفلسطينى لاستطلاع الرأى"، فى الضفة الغربية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذى أجرى، يونيو المقبل، بحسب المعهد الأمريكى البارز، أن 52% من الفلسطينيين، الذين يعيشون فى القدس الشرقية الخاضعة للحكم الإسرائيلى يفضلون أن يكونوا مواطنين لدولة إسرائيل مع التمتع بحقوق متساوية، مقارنة بنسبة 42% فقط يفضلون أن يكونوا مواطنين للدولة الفلسطينية.
وقال ديفيد بولوك، الزميل البارز لدى معهد واشنطن أن هذه النتيجة اللافتة تؤكد تمدد اتجاها لوحظ للمرة الأولى منذ خمسة أعوام.. وأشار أن فى استطلاع مماثل أجرى فى سبتمبر 2010، أعرب ثلث المواطنين فى القدس الشرقية عن تفضيلهم الجنسية الإسرائيلية على الجنسية الفلسطينية؛ وبحلول سبتمبر 2011، ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 40%، كما ارتفعت فى الوقت الحالى لتزيد قليلاً عن النصف.
وتختلف هذه النتيجة اختلافاً كبيراً عن النتائج فى الضفة الغربية أو قطاع غزة، حيث لا تتعدى نسبة من يفضلون الجنسية الإسرائيلية عن 4 و12%، على التوالى.. واستند استطلاع الرأى الأخير على مقابلات شخصية أجراها متخصصون فى المسح المحلى لعينة جغرافية عشوائية ممثلة مؤلفة من 504 فلسطينيين من القدس الشرقية وعينات مماثلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار بولوك إلى أنه فى استطلاعات الرأى السابقة، غالباً ما استدل سكان القدس الشرقية فى إجاباتهم بأسباب عملية لهذا التفضيل، على سبيل المثال: وجود وظائف ودخل ورعاية صحية أفضل وغيرها من المزايا الاجتماعية الأخرى، كحرية السفر وما شابه ذلك.. إذ توفر تصاريح الإقامة الإسرائيلية - "البطاقات الزرقاء"، التى يحملونها - هذه المزايا التى لا تتوفر لسكان الضفة الغربية، وهم يرغبون بشكل متزايد فى الاحتفاظ بهذه المزايا لا سيما مع ازدهار الاقتصاد فى إسرائيل وركوده فى الضفة الغربية.
وفى بعض النواحى الأخرى أيضاً، اتخذ الفلسطينيون فى القدس الشرقية مواقف معتدلة نسبيا تجاه إسرائيل. فهناك نسبة مذهلة تبلغ 70% تقول إنها ستقبل بصيغة "دولتان لشعبين" - الشعب الفلسطينى والشعب اليهودى"، مقارنة بـ 56% و44% فى الضفة الغربية وقطاع غزة، على التوالى. كما يرى 40% من الفلسطينيين فى القدس الشرقية أن "لليهود بعض الحقوق على الأرض جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين.
ومن المثير للاهتمام، أن الدعم المعلن لحركة "حماس" يبلغ النصف فقط فى قطاع غزة، التى يعيش سكانها تحت حكم الحركة فعلياً منذ عام 2007.. وفى الضفة الغربية، حيث تفرض السلطة الفلسطينية سيطرتها وأحياناً تعتقل نشطاء من "حماس"، لا ينتسب لهذا الحزب علانية سوى 11% فقط.
ويرى الزميل المخضرم لدى معهد واشنطن أن لهذه النتائج المفاجئة بعض الدروس السياسية الأوسع نطاقاً. أولاً، تشير النتائج إلى أن فوائد التعايش العملى قد تفرز عقليات أكثر اعتدالاً.. ثانياً، قد لا يكون الانتماء الحزبى دليلاً جيداً على المواقف الأساسية.. وثالثاً، وهو الأكثر أهمية، أنه يجدر بمن يهتمون بالديمقراطية والسلام إيلاء مزيد من الاهتمام لرغبات الفلسطينيين، الذين يعيشون فعلياً فى القدس من دون الاقتصار على من يدعون التحدث نيابة عنهم من خارج المدينة.
معهد واشنطن للدراسات: نصف فلسطينى القدس يفضلون الجنسية الإسرائيلية
الأربعاء، 26 أغسطس 2015 06:49 م