قضايا محلية وإقليمية وراء زيارة السيسى لموسكو.. خبراء: تنتج تنسيقا بين روسيا والدول العربية لحل الأزمة السورية.. وتساهم فى حل أزمة الطاقة بمصر.. وتقدم رسالة بأن علاقات القاهرة ليست أحادية الجانب

وصف خبراء سياسيون وحزبيون، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا، اللقاءات التى عقدها هناك حتى الآن بالناجحة، موضحين أن هذه الزيارة سينتج عنها تنسيق بين موسكو والدول العربية حول حل الأزمة السورية، إلى جانب أنها تؤكد أن علاقات القاهرة ليست أحادية الجانب كما كانت من قبل.

وأكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا ليس لها بعدا ثنائيا بين البلدين فقط، ولكن لها بعد إقليمى أيضا ويأتى على رأسها الوضع فى سوريا ومحاولة إيجاد حل للأزمة السورية من خلال التنسيق بين روسيا صاحبة النفوذ الأكبر على الحكومة السورية، وبين أطراف عربية على رأسها مصر والسعودية والأردن والإمارات.

وأضاف كمال لـ"اليوم السابع" أن هناك إدراكا عربيا لأهمية الدور الروسى، حيث إن هناك عددا من الدول العربية تقترب من روسيا وتدرك أنه من الخطأ الاعتماد على الدور الأمريكى فقط فى الشرق الأوسط، وأن روسيا شريك استراتيجى فاعل وله دور مهم فى المنطقة، لذلك نجد زيارات من الملك الأردنى، وكذلك هناك زيارة قريبة للعاهل السعودى لروسيا.

وأكد سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا على المستوى الدولى سياسيا واقتصاديا، وما تمثله الزيارة وتعميق العلاقات مع روسيا من فوائد وتحقيق مصالح مشتركة للبلدين.

وقال "عاشور" إن روسيا دولة مهمة فى المجتمع الدولى وقوة عظيمة محسوبة فى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومصر صاحبة مصلحة فى أن تكون علاقتها بها جيدة، ويعمق هذه العلاقة الزيارات المتكررة خصوصا أن هناك مصلحة مشتركة، لأن مصر بالنسبة لروسيا دولة كبيرة ومهمة ونقطة ارتكاز فى المياه الدافئة، وتحتاج روسيا لتوطيد علاقتها مصر لما يعود عليها من فوائد كبيرة على المستوى الاقتصادى، مما يؤكد أن كلا الطرفين أصحاب مصلحة فى دعم العلاقات بينهما.

واستطرد نقيب المحامين "حرص السيسى على زيارة روسيا هو حرص ذكى منهن ويبعث من خلال هذه الزيارات رسالة للعالم كله بأن مصر لا تسير فى علاقاتها الدولية بالقوى العظمى فى اتجاه واحد، مما يؤدى إلى توان العلاقات مع هذه الدول الكبرى".

وبدوره قال المهندس عمرو مكى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزب النور، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا مهمة للغاية وتبعث برسالة حول تأكيد الرئيس بإنهاء مشكلة الطاقة فى مصر عبر الاهتمام بالمشاريع القومية وعلى رأسها مشروع النووى فى الضبعة، وتعد روسيا من الدول المهمة فى إنجاز هذا المشروع.

وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزب النور إلى أن إنتاج الطاقة النووية يعد من الأمور الهامة للغاية فى مصر، وزيارات الرئيس للخارج خاصة فى ألمانيا والآن فى روسيا تساهم فى إنتاج هذه الطاقة.

وأكد مكى أن الزيارة من الناحية الاستراتيجية، تؤكد الدور المتوازن الذى تلعبه مصر فى علاقاتها الدولية، وأنها ليست أحادية القطب، ومنفتحة على العالم أكمل، حيث يسعى الرئيس للحفاظ على علاقات مصر الخارجية دون أى إخلال.