د.إيمان السيد تكتب: الحرمان العاطفى

الأربعاء، 26 أغسطس 2015 11:00 ص
د.إيمان السيد تكتب: الحرمان العاطفى الدكتورة إيمان السيد معالج نفسى واستشارى أسرى وباحث فى العلوم النفسية والسلوكية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الاستقرار العاطفى من أهم الركائز الضرورية فى حياة كلا الجنسين، ويعتبر لهما بمثابة الأمن النفسى والاجتماعى، وهو يبدأ من المجتمع الأصغر داخل الأسرة بتأثيره على المجتمع الأكبر فى الحياة.

لكن نجد العديد من الفتيات والنساء من يعانون من الحرمان العاطفى، وعدم الشعور بالأمان الناتج عنه الكثير من الاضطرابات والمشاكل النفسية والسلوكية، ودائمًا ما تمتد جذور العديد من الاضطرابات لدى الكثير من النساء إلى فقد الأمان والجوع العاطفى.

الأسرة لها الدور الأكبر فى توفير الاحتياجات الوجدانية للأولاد، والتى يجب أن تكون سائدة بين أفراد الأسرة بشكل متساوى فى المعاملة وإظهار حالات الود والعطف بين الفتيات والأولاد سواسية، وعدم تفضيل بعض الأبناء على البعض الآخر.

وغالبًا ما تكون أسباب الحرمان العاطفى لدى النساء ناجمة عن معاملة البنت بشكل أقل من الولد ويرجع أيضًا إلى شعورها برفض الآخرين داخل الأسرة لها وعدم احترام ذاتها أو تقديرها أو عدم السماح لها بتحقيق أحلامها ومحاولة كبت رغباتها وعدم إتاحة الفرصة لها للتنفيس عما تريد، وعدم الاستماع إليها .

ومن صور الحرمان العاطفى أيضًا: أن تولد الفتاة فى أسرة فاقدة للحنان من الأم أو الحرمان منها أو الأب، ووجود تفكك أسرى أو التعرض لأزمة نفسية مفاجئة كحالة فقد المقربين وما تسبب من خلالها بحدوث الصدمات النفسية، ويمكن أن يظهر أيضًا الحرمان العاطفى بين الزوج والزوجة وهو من أكثر الأسباب العائدة بحدوث الشعور بالإشباع العاطفى لدى أبنائهم وبالتالى حدوث الاضطرابات والتغيرات المزاجية.

فلذا يجب أن نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى مع الوقت ومحاولة تعويض أنفسنا بالاحتياجات الوجدانية وعدم الشعور باليأس ويجب أن نتحلى بالقوة والاستعانة بالله، وتحقيق الأهداف وترتيب الأولويات التى تساعدنا على الشعور بالإنجاز والاكتفاء بذواتنا.

ولكن يجب أن ننشر الأمان لمن نتعامل معهم على جميع المستويات لكى نصل إلى الشعور بالأمن والثقة بأنفسنا، وعلى كل أم أن تهتم جيدًا بإشباع الحاجات العاطفية والإنسانية لأولادها وخاصة فى مرحلة المراهقة سواء لدى الفتيات أو الذكور لأن هذه المرحلة يكون المراهق فى حالة احتياج لمن يحتويه ويستمع إليه.

وفقدان الإشباع العاطفى لدى الذكور والإناث فى هذه المرحلة له العديد من المشكلات النفسية والسلوكية إن لم تظهر فى حينها تكن واضحة بصورة أكبر مع مرور الوقت، وخاصة فى حين دخول شريك للحياة لأحدهم، وأيضًا البعد عن التسلط الزائد والعنف فى المعاملة، ولذا يجب أن يساعد كل شخص نفسه على استعادة تقديره لذاته والتغلب على الإحساس بالفقد أو النقص.

وأيضاً يجب عدم السماح لمن حولنا بالتحكم فى مشاعرنا ووضع مهمة سعادتنا وإحساسنا بالأمان بشكل مؤجل على عاتق أشخاص آخرين، والتركيز على الأمور الإيجابية للذات وفعل الأشياء الجيدة للآخرين التى لها عائد جيد بالشعور بالراحة النفسية وعدم التركيز على الاحتياج والنقص والتركيز على كل ما تحققه من إيجابيات خلال يومك.. اعط وانشر لنفسك ولمن حولك الإحساس بالحب بالدفء بالأمان وسوف يعود إليك فى نهاية المطاف.








مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

تاج الدين ابراهيم ا

الطب النفس

الطب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد فقير

الشكر

اصبت في الموضوع شامل ووافي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة