حذر الملياردير الكورى الجنوبى تشونج مونج-جون، المرشح لرئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم، من خطر التلاعب بالانتخابات "لدرجة غير مسبوقة، حتى فى الانتخابات الرئاسية السيئة السابقة التى عرفها فيفا".
وأصدر تشونج، مساء الثلاثاء، بياناً تهجم فيه على التسريبات القادمة من داخل فيفا، بحسب رأيه، والتى تؤثر سلباً على حملته، مشيراً إلى أنه فى حال لم تكن الانتخابات عادلة فصورة الاتحاد الدولى ستبقى مشوهة.
وقال تشونج فى بيانه، "سنرى إذا كانت الانتخابات الرئاسية المقبلة لفيفا ستقام وفقا لإجراءات عادلة ومنصفة وشفافة أم لا، فذلك سيكون اختبارا حقيقيا لإمكانية تحقيق إصلاح حقيقى فى فيفا".
وأضاف، "وحدها الانتخابات النزيهة والشفافة بإمكانها إحياء سمعة فيفا التى قوضت بشكل خطير بسبب الفضائح القديمة والجديدة. لسوء الحظ، هناك دلائل متزايدة على ان الانتخابات تتحول كما جرت العادة الى شأن من شؤون فيفا مع التسريبات الانتقائية لما يسمى معلومات +سرية+، واتهامات تستند على +تقارير غير مؤكدة+، +مصادر+ مجهولة و+مطلعين+".
وواصل: "التقارير الصحافية الاخيرة التى تهاجم شخصية الدكتور تشونغ ونزاهته تستند على هذه المصادر المسربة وغير المؤكدة والمليئة بتشويه للوقائع".
وشدد البيان على انه "خلافا للتقارير الصحافية الاخيرة التى تستند الى تسريبات فيفا، لا يواجه الدكتور تشونغ اى اتهامات جنائية او مزاعم رشوة واحتيال وفساد وشراء اصوات او حتى القيام بأى خرق لقاعدة +تضارب المصالح+ التى ينص عليها قانون الاخلاقيات فى فيفا وتشرف على تطبيقه لجنة الأخلاقيات".
وواصل: "يضاف الى ذلك ان الدكتور تشونغ يمتنع عن التعليق على اى اجراءات ممكنة للجنة
الاخلاقيات احتراما منه لطلبات السرية التى يفرضها فيفا. مع ذلك، مع تسريب معلومات عبر مصادر لا يمكن ان تكون سوى من داخل فيفا، فيفا ينتهك قواعده وانظمته التى يفرضها على الاخرين.
هناك خطر حقيقى بان يتم التلاعب بالانتخابات الحالية لدرجة غير مسبوقة حتى فى الانتخابات الرئاسية السيئة السابقة التى عرفها فيفا".
ويأتى بيان تشونغ بعد ايام معدودة على الاتهام الذى وجهته اليه صحيفة المانية بانه حاول ترجيح كفة ملف بلاده لاستضافة مونديال 2022، مشيرة الى انه مهدد بالحرمان من مزاولة اى نشاط رياضي.
وسبق ان رد تشونج السبت عبر المتحدث باسمه على الاتهام الموجه اليه قائلا: "هذا دليل اخر واضح على ان الرئيس الحالى السويسرى جوزف بلاتر يتدخل فى انتخابات فيفا المقبلة، كما فعل فى الانتخابات السابقة".
وتابع: "يشرع فيفا فى محاولة لتخريب ترشيح الدكتور تشونغ، وذلك بعد هجماته الاخيرة ضد ترشح الفرنسى ميشال بلاتينى رئيس الاتحاد الاوروبي".
واضاف: "ينبغى ان يتوقف الرئيس بلاتر عن التدخل فى الانتخابات ويستقيل فورا".
وكتبت صحيفة "فلت ام سونتاغ" من دون ان تذكر مصادرها ان غرفة التحقيق فى لجنة الاخلاق التابعة لفيفا اوصت بمنع تشونغ، نائب رئيس الفيفا السابق، من ممارسة اى نشاط رياضى لمدة 15 عاما.
وبحسب الصحيفة، فان المحققين يعتقدون بأن تشونج حاول فى نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمنح بلاده فى حملة استضافة كأس العالم 2022، فى خرق لقواعد مواد الاخلاق فى الاتحاد الدولي.
وكانت كوريا الجنوبية من الدول التى شاركت فى السباق لاستضافة مونديال 2022 الذى ذهب الى قطر بعد تغلبها على الولايات المتحدة فى الجولة الاخيرة من التصويت.
واكدت الصحيفة الالمانية ان تشونج اقترح فى رسالة تعود الى اكتوبر 2010 على اعضاء اللجنة التنفيذية فى الفيفا انشاء صندوق دولى لكرة القدم مع مشاركة كوريا الجنوبية فيه تصل الى 777 مليون دولار حتى 2022 لدعم مشاريع مختلفة فى العالم، مشيرة الى انه "اشترط مقابل هذا الالتزام بأن تكون كأس العالم من نصيب كوريا الجنوبية"، ما يعتبره المحققون امرا يستحق العقاب.
واوضح ايضا الى ان رئيس غرفة التحقيق فى الفيفا الالمانى هانس-يواكيم ايكرت يجب ان يقرر بشأن اتخاذ مزيد من الاجراءات فى هذا الشأن.
واشارت الصحيفة ايضا الى ان تشونج ارسل رسالتين الى بلاتر رئيس الفيفا المستقيل من منصبه من اجل وقف التحقيقات المتعلقة به ولكن من دون جدوى.
وتابع المتحدث باسم تشونج: "صندوق كرة القدم الدولى كان جزءا من فئة تنمية كرة القدم التى كان ينبغى تقديمها من قبل الدول المرشحة. العديد من البلدان، بما فيهم انكلترا وقطر قدمت خطط تطوير لكرة القدم بنفس حجم خطط كوريا الجنوبية اذا لم يكن اكبر".
واعلن تشونج (63 عاما ونائب رئيس الفيفا بين 1994 و2011) ترشحه لرئاسة الفيفا فى الانتخابات المقررة فى 26 فبراير المقبل.
وسبق ان اعلن بلاتينى رئيس الاتحاد الاوروبى ترشحه للانتخابات ويعتبر الاوفر حظا لحصوله على دعم اتحادات قارية بارزة كاتحادات اسيا واوروبا واميركا الجنوبية.
واضطر بلاتر الى تقديم استقالته بعد اربعة ايام فقط على اعادة انتخابه لولاية خامسة على التوالى فى 29 مايو الماضي، اثر فضائح فساد هائلة تضرب الفيفا.
ويمر الاتحاد الدولى بالازمة الاكثر خطورة فى تاريخه منذ اعتقال 7 اعضاء فى لجنته التنفيذية فى نهاية مايو الماضى فى زيوريخ قبل ثلاثة ايام من اعادة انتخاب بلاتر، بطلب من القضاء الاميركى بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض اموال.
وتضم الجمعية العمومية للفيفا 209 اتحادات موزعة على الشكل التالي: اوروبا تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لان الفيفا لم يعترف بها رسميا، افريقيا (54)، اسيا (46)، الكونكاكاف (35)، اوقيانيا (11)، واميركا الجنوبية (10 اعضاء).
