انتقدت الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية البناء والتنمية، الدعوة السلفية وحزبها النور بعد هجوم محمد إبراهيم منصور القيادى بالدعوة السلفية على حزب البناء التنمية وتأكيده أن الدعوة تخدع أنصارها.
وقال أحمد الإسكندرانى المتحدث الرسمى باسم حزب البناء والتنمية، والقيادى بالجماعة الإسلامية: "محمد ابراهيم منصور الأمين العام المساعد لحزب النور شخصية التقيتها للمرة الأولى عام 2006 فى سجن الأبعادية بدمنهور أيام حكم مبارك، وبعدها جاء الفرج فافترقنا على وعد بالتواصل.. إلا أن الأيام لم تسمح بذلك التواصل إلى أن جادت به عام 2013 حيث التقينا بمجلس الوزراء برئاسة الدكتور هشام قنديل فى حوار مع الحكومة حول الإصلاحات الاقتصادية والإجراءات العاجلة لإنقاذ الاقتصاد المصرى كنت يومها ممثلاً لحزب البناء والتنمية فى الحوار وكان ممثلاً لحزب النور تجاذبنا أطراف حديث ودى وسريع وافترقنا هذه المرة أيضًا على أمل التواصل".
وأضاف: "الإسكندرانى" فى مقال حمل عنوان "حزب النور وتساؤلات مشروعة": "غير أن الأحداث فى مصر كانت وتيرتها أسرع من تحقيق ذلك الأمل فى التواصل، وتباينت مواقف الأحزاب كل حسب رأيه.. وكنا على مستوى حزب البناء والتنمية نلتزم فى مواقفنا بما نراه حسب اجتهادنا أرضى لله وأصلح للوطن بعيدًا عن مصالحنا الحزبية أو مأربنا الشخصية بينما انحاز آخرون منهم حزب النور إلى التيار الآخر وحين سألنا ساعتها عن رأينا فى موقف حزب النور قلنا بكل أدب إنه اجتهاد منهم إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد. لم نتهمهم بالخيانة أو الخديعة أو غيرها رغم أن موقفهم ساعتها شحذت له السكاكين ونال منهم من نال وطعنهم فيهم من طعن".
وقال "الإسكندرانى" المتحدث باسم حزب البناء والتنمية أحد مكونات تحالف الإخوان: "مواقفنا كانت واضحة وقوامها تقديم المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية الضيقة، ظهر ذلك جليًا فى العديد من مواقفنا التى يعلمها القاصى والدانى ومنها على سبيل المثال يوم أن تصارع حزب النور مع الأحزاب الأخرى على رئاسة اللجان فى مجلس الشعب آثر حزب البناء والتنمية إخماد الصراع وتخلى عن حقه فى رئاسة أى من اللجان، ويوم أن تصارعت القوى السياسية على عدد مقاعدها فى تأسيسية الدستور وضنت أحزاب ذات تمثيل كبير بمقاعدها ومنها حزب النور جاد حزب البناء والتنمية بمقعديه ليحل المشكلة.
وأضاف: "رغم الانحياز الواضح لحزب النور منذ مارس 2013 إلى جانب رافضى المشروع الإسلامى فإن حزب البناء والتنمية لم يتهم حزب النور بالخيانة أو خديعة أنصاره وترك الانشغال بالطعن فى حزب النور إلى التحرك السياسى لـ"لم شمل" المصريين باختلاف أيديولوجياتهم وتوجهاتهم الفكرية وطوائفهم وتقدم بالعديد من المبادرات منها مبادرة (لم الشمل الوطنى) فى شهر (فبراير 2013).
ووجه "الإسكندرانى" رسالة إلى محمد إبراهيم منصور القيادى بالدعوة السلفية وانتقد مؤخرًا الجماعة الإسلامية، قائلاً: "إننا نطمئن محمد إبراهيم بأننا لو غيرنا إستراتيجيتنا لأعلنا ذلك على الملأ ودون مواربة أو خجل ولكننا نعتب عليه أن يصدّر عنا –بقصد أو بغير قصد– رؤية ليست هى رؤيتنا ثم يدعى أننا تراجعنا عنها ويطالبنا بالاعتراف بأننا خدعنا الناس.. رؤيتنا واضحة يا سيد محمد منذ اليوم الأول من اشتعال الأزمة، أننا فى المعارضة لأننا لا نستطيع أن نتخلى عن قول كلمة الحق، وأنها معارضة سلمية لأن ذلك هو قناعاتنا الشرعية والفكرية النابعة من ذواتنا لا من إملاء أحد علينا.. وأن هذه المعارضة معارضة رشيدة تنطلق من حب الوطن والحرص على مصالحه وتوجب أن نسعى إلى حل سياسى عادل يلبى مطالب المؤيدين والمعارضين ويحفظ الحقوق ويجمع شمل المصريين دون إقصاء أو تهميش بما يجعلهم جميعا شركاء فى صياغة مستقبل الوطن.
وأضاف "الإسكندرانى" فى حديثه الموجه للدعوة السلفية وحزبها السياسى "النور" قائلاً: "لماذا لا تعترفون بأنكم أنتم من خدعتم أتباعكم ولماذا لا تقولون لهم خدعناكم يوم رفضنا ثورة يناير ثم عدتم لتقولوا إنها أعظم ثورة فى التاريخ؟ ولماذا لا تقولون لأتباعكم أنكم خدعتموهم يوم قلتم بحرمة التظاهر ثم عدتم بعد الثورة لممارسة التظاهر فى مناسبات عديدة أبرزها دستور 2014 وانتخابات الرئاسة؟ لماذا لا تقولون لهم أنكم خدعتموهم يوم قلتم لهم بعدم جواز العمل الحزبى وأنه من المحرمات العظيمة ثم سارعتم فى إنشاء حزبكم والعمل السياسى من خلاله؟
وقال القيادى بالجماعة الإسلامية: "لماذا لا تقولون -أى الدعوة السلفية وحزب النور- لهم أنكم خدعتموهم يوم قلتم لهم إن المشاركة فى مجلس الشعب كفر ثم سارعتم للمشاركة فى انتخاباته وقتها وتكالبتم على مقاعده؟ ولماذا لا تقولون لهم أنكم خدعتموهم يوم أصررتم على المادة 219 فى دستور 2013 مؤكدين أنها تعزز مكانة الشريعة فى الدستور المصرى ثم هللتم للدستور الذى نص على إلغائها؟ لقد راجعنا أنفسنا مرات ومرات وأعلنا ذلك على الملأ بكل شجاعة.. ونحن ننصحكم أن تراجعوا أنفسكم ومواقفكم وأن تمتلكوا الشجاعة لمصارحة أتباعكم .
وكان الشيخ محمد إبراهيم منصور القيادى بالدعوة السلفية شن هجومًا حادًا على جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، مطالبًا إياهم بتوجيه رسالة لأنصارهم يعترفوا فيها بأنهم خدعوهم وضللهم.
وقال "منصور"، فى مقالة نشرت على الموقع الرسمى للدعوة السلفية: "قولوها صريحة (خدعناكم): "أقول لمن حشد الناس تلك الحشود باسم الإسلام وأغروا الشباب وأخرجوهم من تعقلهم بتهييج عواطفهم وخداعهم إلى الشوارع والميادين بالكذب والخداع أقول لهم قولوها صريحة لأتباعكم: خدعناكم وضللناكم وضحكنا عليكم وكذبنا عليكم، قولوها كيف شئتم، لكن لا تستمروا فى الخداع! ألم يحن الوقت أن تكفوا عن الاستمرار فى التضليل؟ وقد أثبتت فلتات ألسنتكم أنتم ذلك! ولم يبق إلا أن تعترفوا صراحة، فأعلنوها خيرًا لكم ولبلادكم".
الجماعة الإسلامية لـ"الدعوة السلفية": اعترفوا بـأنكم خدعتم أتباعكم وقلتم لهم المشاركة فى البرلمان كفر ثم تكالبتم على مقاعده.. البناء والتنمية:حزب النور انحاز لرافضى المشروع الإسلامى ولم نتهمه بالخيانة
الأربعاء، 26 أغسطس 2015 09:40 م