سعيد الشحات

أعيدوا قراءة سنغافورة

الأربعاء، 26 أغسطس 2015 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعادنى الحديث عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سنغافورة، لسؤال وجهته فى عام 2011 إلى العالم المصرى العالمى الدكتور طلال عبدالمنعم واصل الذى يقتسم وقته بين مصر وأمريكا، حول التجربة العالمية فى البحث العلمى والتقدم التى يرشحها للمسؤولين للأخذ بها؟، فأجاب بلا تردد: «سنغافورة».

كان سؤالى بعد قيام ثورة 25 يناير، وكانت الآمال مفتوحة على آخرها بتصور أننا سنحققها بين يوم وليلة، وصاحب ذلك كلام كثير عن التجارب العالمية التى نجحت ونهضت ببلادها، وكيف يمكن أن نستفيد منها، وركز كثيرون على تجارب الصين، والبرازيل، وتركيا، وماليزيا، لكن الدكتور طلال لفت النظر إلى تجربة سنغافورة قائلا، هى بلد صغير سكانه 5 ملايين نسمة، لكن رئيس وزرائها الشهير «لى كول» قرر أن تكون من الدول المتقدمة فى الابتكار والتطوير والبحث، وكان أول شىء فى وصفة التقدم أنه لن يتحقق لو بدأ العمل فى مجالات كثيرة، ولذلك فإنه بعد دراسات كثيرة وعميقة لتجارب الدول المتقدمة، تقرر التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية، بالإضافة إلى مجال البحث والتطوير العسكرى.
المجالات العلمية الثلاثة التى تم الاستقرار عليها هى «علوم الحياة - البيو تكنولوجى والفارما سوتيكال» و«التكنولوجيا النظيفة» و«التكنولوجيا الرقمية»، وتم تأسيس البنية اللازمة لها، وأهمها بالطبع مراكز البحوث والمدن العلمية، واستجلاب العلماء، وعلى سبيل المثال يوجد أكثر من 7 آلاف باحث يحملون درجة الدكتوراه فى مجال «علوم الحياة» يتجمعون فى المدينة العلمية الخاصة بهذا المجال.

حصيلة كل ذلك، وكما قال لى الدكتور طلال فى عام 2011، أن العائد فى مجال «البيوتكنولوجى والفارما سوتيكال» يعادل نحو %6 من قيمة الاقتصاد السنغافورى، كما أن الصناعة الناتجة عنها تزيد على 25 بليون دولار، وهكذا شقت سنغافورة طريقها نحو التقدم العلمى بدرجة جعلت من هذا البلد الصغير رائدا علميا على مستوى العالم.

وحتى نعى تماما طبيعة المعجزة السنغافورية، يشدد الدكتور طلال على أن الحكومة وضعت بالتوازى خطة قومية للتعليم المدرسى، إيمانا منها بأن أى تقدم علمى لا بد أن يبدأ من النهوض بالتعليم قبل الجامعى، وتأسيسا على هذه القناعة الصحيحة، أصبح التعليم المدرسى فى سنغافورة الأول فى العالم من حيث قدرات القراءة والعلوم والرياضيات، وبالطبع فإن ذلك كله نجح وفقا لبنية قانونية صارمة يخضع لها الجميع.

مطلوب أن نعرف كيف نجح الآخرون لنبدأ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة