أشرف العوضى يكتب: إلى جمال الغيطانى فى خلوته.. هل تعود لتروى؟

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015 05:02 م
أشرف العوضى يكتب: إلى جمال الغيطانى فى خلوته.. هل تعود لتروى؟ أشرف العوضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما كنت تحب الصمت. التأمل فى الكون. السماع إلى الموسيقى القادمة من أعماق نفسك. الإنصات والتبصر إلى ذاتك. روحك الطفل. عقلك المشدود المفتون بما وعى وعلم قبل الإبحار فى فضاء الكون الدنيا.

رصدك للنجوم ومراقبتك لحركتها. هيامك باللامتناهى. بالجوهر. بالصانع والمصنوع. بوصول المشتاق إلى ما يصبو إليه. بالرحلة التى ربما تطول ولكنها حتما ستفضى إلى دروب لم تعرفها نفس من قبل.

ويكون طوفان الأسئلة الهادر وجسدك الدنيوى قابع على سرير أبيض يكاد يحيى. وقلوب محبيك مغسولة بالحزن والحنين مغموسة فى وعاء الشوق ثم الآمال ثم الرجاء مبللة بالرضا والصبر الجميل فى أن تعود.

هل كنت تدرب نفسك على الانعزال. الانعتاق. التوحد. الاكتفاء. التحليق بروح من نور إلى حيث باب الخروج. لمعرفة جوهر وجودك وخلاصة سرك الذى لم يطلع عليه مخلوق. السعى بقلب معتل إلى تلك المنطقة الحافة بين الموت والحياة. الوصول إلى ما بين دنيا الناس وبين المطلق؟

هل كان وجودك بيننا محض راحة قبل السفر الطويل حيث غيم اللحظات وانفكاك النفس مما يكبلها. هل بدأت الآن الاغتراب وعين الافتراق عبر السفر فى الحجب النورانية.

هل خبرت الآن كنه الزمن الذى كنت تحدثنى عنه فى أحد مساءات الدوحة قبل سنين. هل أدركت الآن بجلاء لا ريب فيه مكنون المكنون وطلاسم لم نخبرها بعد.
هل وصلت إلى سر اللحظة وطاقة النور التى كانت لك تلوح قبل سنين منذ أبصرت الدنيا فى جهينة وحتى ارتقيت بما خططت إلى ذرى من الكشف لم يصلها غيرك.
وأسالك هل ستعود لتروى وتحكى وتبصرنا بما بصرت. وتقول ما كنت تقول "تتكثف الأزمنة فى نثيرات تشهب بي، تفوتنى ولا تمكث، لو قصصت أمرها على من تبقوا وصبروا على قُرباى لتعجبوا وأخذتهم دهشة، ذلك نثاري، ما تبقى منى عندى".

وأقول هل تعود لتحدثنا بذلك الصوت الخافض الجليل المهيب الآسر كأنما يخرج من آله فرعونية لم يمسها بشر منذ قرون "رجعت بعد فراق للأهل والوطن بعد أن قطعت اليباب واخترقت الحجب وتساقطت أمامى كل الحواجز التى لا تقدر على اجتيازها الطبيعة الإنسانية.. فعكفت ودونت لعلى آتى مما رأيت بقبس أحيانا وضحت وأحيانا فصلت وأحيانا رمزت".

وأقول بقلب مفتور ودعاء إلى المولى صاحب الملك والملكوت أن تعود كما يعود النائم. وتفيق كما يفيق الطفل من غفوة بعد الظهيرة وعلى محياك الأسمر أثار نوم عذب وحلم جميل طويل لتشرب شايك الأخضر وتحكى لقلوب تحبك عما بحثت عنه طويلا من سعادة ضائعة ويقين ثابت فى مسالك الغربة.

قلوب تنتظر تلك اليد الدافئة التى تسلم فتحتوى كف من يسلم عليها تنقل إليها صفاء وسلام نفسى قلما عرفه إنسان إلا ذوى الحظوة والمعرفة والبصيرة النافذة إلى أعماق الروح.
أيها النبيل النائم قم فنحن فى شوق إلى سماعك.


موضوعات متعلقة..


لليوم العاشر.. جمال الغيطانى فى غيبوبته بالعناية المركزة







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة