كريم عبد السلام

لا يمكن السكوت عما يجرى فى ليبيا

الأحد، 23 أغسطس 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن السكوت عما يجرى فى ليبيا من تدمير وتأسيس لدولة التطرف والإرهاب أكثر من ذلك، فالإرهاب عابر للحدود ،وسواء شارك العالم فى تصحيح الأوضاع هناك أم لا، وسواء نجح مجلس الجامعة العربية فى استصدار قرار فعلى بالإجماع بشن غارات على داعش وفصائل الإرهاب الأخرى فى ليبيا أم لم ينجح، فالإدارة المصرية مطالبة بوضع خطة مواجهة استباقية لما يحدث فى ليبيا ،لأننا ببساطة أول من سيكتوى بنيران الإرهاب هناك وأول المستهدفين من زرع مثل هذه التنظيمات المسلحة على حدودنا الغربية لتشكل ورقة ضغط لتقويض الاستقرار المتحقق.

الواضح حتى الآن أن الدول الغربية المعنية بالشأن الليبى والإدارة الأمريكية خاصة تسعى إلى استنساخ التجربة العراقية فى ليبيا، مجتمع ممزق وحرب أهلية وحكومتان متنازعتان وصعود تيارات إرهابية مرتزقة لتملأ الفراغ على الأرض، وهذا ما يحدث فعليا إذ عجز المبعوث الدولى برنارليون عن إحراز أى تقدم على صعيد إقناع الفرقاء الليبيين بتشكيل حكومة توافق وطنى، وفى الوقت نفسه يتعنت مجلس الأمن الذى تهيمن عليه الدول الغربية المعنية بالشأن الليبى فى إلغاء قرار منع تسليح الجيش الليبى ومساعدة الحكومة المعترف بها دوليا على مواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

يحدث ذلك فى الوقت الذى تتدفق فيه شحنات الأسلحة من قطر وتركيا تحديدا على مطار مصراتة لدعم الفصائل المتطرفة، والنتيجة سقوط سرت فى قبضة داعش الذى يستعد عبر ارتكابه العديد من المذابح وجرائم القتل الوحشية لإعلان المدينة ومحيطها عاصمة للتنظيم فى ليبيا تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية والدول الأوربية الخمس المعنية بالشأن الليبى

ما يحدث هو حصار فعلى للجيش الليبى و للحكومة الليبية الشرعية حتى تنفد ذخيرة الجيش الوطنى وساعتها ستسقط المدن والمناطق الليبية فى قبضة داعش وغيره من تنظيمات الإرهاب وتتحول ليبيا إلى صومال أخرى أخطر وأكثر دموية بما تشكله من تهديد فعلى على الأمن القومى المصرى، ورأينا جميعا ما جرى فى حادث تسلل مجموعة من الإرهابيين المنتمين لداعش إلى منطقة سيوة

الإدارة المصرية لا تملك حقيقة ترف الانتظار والفرجة على المخطط الغربى يتحقق فى ليبيا لأنها ساعتها ستواجه آلاف الإرهابيين المتسللين بأسلحة حديثة عبر حدود تتجاوز الألف كيلومتر، ولابد أن ينجح بعضهم فى المرور وتنفيذ عمليات إرهابية داخل الحدود، فهل ننتظر حتى يرفع داعش أعلامه فى السلوم؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة