نصر القفاص

جمال الغيطانى

الأحد، 23 أغسطس 2015 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان صباحا سعيدا.. حفرت أحداثه على جدران ذاكرتى، ما يجعلنى أتذكر ذلك اليوم طالما تمتعت بالذاكرة.. ذلك اليوم القريب كان احتفالا فى الكلية الحربية بتخريج دفعة جديدة.. يومها صافحت وتحدثت مع كثيرين.. لكن سعادتى يكون لها طعم آخر عندما ألتقى بالفريق «عبد العزيز سيف» رئيس الهيئة العربية للتصنيع وأداعب صديقى الشاعر «جمال بخيت» أو أتحاور كثيرا وطويلا مع المستشار «أحمد الزند» وكلهم شاركونا السعادة والفخر باليوم وأحداثه.. لكن جلستى الطويلة والممتعة كانت مع الأستاذ والصديق «جمال الغيطانى» الذى أحمل له حبا وتقديرا، لا يجتهد فى تأكيد شعوره بهما.

فى ختام الاحتفال تحرص إدارة الشؤون المعنوية على جمع الضيوف حول مائدة إفطار بسيطة.. ربما إيمانا منهم بأن «العيش والملح» يمثلان أقوى الروابط بين المخلصين.. وتشاء الترتيبات أن يكون مكانى فى المائدة ملاصقا للصديق الأستاذ «جمال الغيطانى» الذى يتحول إلى عصفور يحلق فى سماء السعادة، كلما اطمأن إلى قوة وتألق القوات المسلحة.. فهو كصحفى عاش تجربة المحرر العسكرى.. وكأديب عكس انكسار الوطن وانتصار مصر وشعبها فى كثير من الأعمال، وتبقى «حكايات الغريب» نابضة بكل معنى عاشه المصريون ما بين انكسار وعبور.. وكمثقف رفيع المستوى امتلك «الغيطانى» الرأى الذى قاتل لأجله، ودفع راضيا الثمن.. فاستحق كل هذا التقدير والاحترام والحب من الناس فى الشوارع.. ولا يجوز إنكار دوره كمناضل بما امتلك من موهبة، وقدرة على رعاية المبدعين من خلال قاعدة إطلاق جيل جديد عبر «أخبار الأدب» التى أسسها وصنع بها تجربة لم يفهمها كل من صارعوا لوراثته للإمساك بدفتها!

يمكننى القول إن «جمال الغيطانى» المقاتل، ارتدى الزى العسكرى تحت جلده.. لأنه يؤمن بأن الجيش هو العمود الفقرى للوطن.. وهو المثقف الذى ناضل ضد الديكتاتورية، مؤمنا بأن الرأى الحر هو الأجنحة التى تحلق بالأوطان.. وكإنسان حرص دائما على أن يكون نفسه.. فهو هادئ معظم الوقت، مهما كان يغلى فى داخله.. والصامت الصاخب القادر على القول الحاسم إذا غاب رافضا الكلام.. وعرفته أبا رائعا وزوجا مخلصا وصديقا متفانيا.. كما عرفت سر نقطة ضعفه التى استغلها ضده، الذين شعروا بالضآلة فى حضوره.. وكل ذلك يدعونى إلى التضرع لله أن يشفيه ويعافيه، وأملى فى دعواتك للأستاذ «جمال الغيطانى» كبير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

اللهُمَّ اشْفِهِ شفاءً تاماً لا يُغادرُ سُقمَا

آمين يا رب العالمين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة