محيى الدين سعيد يكتب :شفيق أحمد على.. صحفى ضد التطبيع..رحيل أشهر محققى الصحافة المصرية ضد الفساد بعد معاناة مع المرض.. وقلاش: عاش يحلم بوطن حر

السبت، 22 أغسطس 2015 01:15 م
محيى الدين سعيد يكتب :شفيق أحمد على.. صحفى ضد التطبيع..رحيل أشهر محققى الصحافة المصرية ضد الفساد بعد معاناة مع المرض.. وقلاش: عاش يحلم بوطن حر شفيق أحمد على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين مئات من الصحفيين المصريين تمسكوا بقرار نقابتهم الرافض لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، وقاوموا كل محاولة لتمرير التطبيع بحجج مختلفة، برز اسم الكاتب الصحفى الكبير شفيق أحمد على، نائب رئيس تحرير روز اليوسف الأسبق، والذى عمل أيضا مديرا لتحرير جريدة «العربى» الناطقة بلسان الحزب العربى الناصرى، وقت تجربة صدورها اليومى منتصف تسعينيات القرن الماضى «وهى تجربة لم تستمر طويلا»، وكانت له كتاباته وتحقيقاته الصحفية على صفحات صحيفة «الأهالى» الناطقة بلسان حزب التجمع التقدمى الوحدوى، والشعب الناطقة بلسان حزب «العمل» السابق.

شفيق أحمد على الذى رحل مساء أمس الأول، بعد معاناة طويلة مع المرض غيبته عن الكتابة خلال العامين الأخيرين، لم يكتف برفع الشعارات الشهيرة الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيونى، أو الخروج فى مسيرات ومظاهرات من مقر نقابة الصحفيين للتنديد بالممارسات الصهيونية، لكنه سخر قلمه وجهده، لكشف العشرات من محاولات التسلل من قبل أرباب التطبيع إلى صفوف الجماعة الوطنية المصرية، وفى القلب منها الجماعة الصحفية التى كانت ولا تزال هدفا لهذا التسلل. وللراحل فى مقاومة ذلك باع طويل، وكتابات ومعارك، كان من أشهرها معركته ضد ترشح الكاتب الصحفى صلاح منتصر لمنصب نقيب الصحفيين، فى مواجهة النقيب الأسبق جلال عارف، فى العام 2003، والتى كشف فيها على صفحات جريدة «العربى» سفر منتصر لتل أبيب أكثر من مرة ومواقفه الداعمة والداعية للتطبيع. كان شفيق أحمد على أيضا وراء إثارة وتوثيق قصة «سعد إدريس حلاوة» وهو مزارع من القليوبية، ويوصف بأنه «أول من دفع حياته ثمنا لرفض التطبيع بين القاهرة وتل أبيب»، حين أثارته مشاهد استقبال السلطة المصرية ممثلة فى الرئيس الراحل أنور السادات فى فبراير عام 1980 لأول سفير للكيان فى القاهرة، وهو «إلياهو بن أليسار»، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، فهداه تفكيره إلى أن يعلن احتجاجه على ذلك باحتجاز عدد من موظفى الوحدة المحلية بقرية أجهور بالقليوبية، ورفض كل

محاولات إثنائه عن ذلك، مشترطا ترحيل سفير الكيان للإفراج عن رهائنه، وكانت نهاية القصة برصاص أحد قناصة الداخلية التى هشمت رأس حلاوة، بعد أن تابع العالم كله تفاصيل القصة. مواقف الراحل شفيق أحمد على لم تتوقف عند قضية التطبيع، فالراحل اشتهر بأنه واحد من أشهر صحفيى التحقيقات فى مصر، وخاض بقلمه معارك ضارية ضد الفساد ورموزه فى مختلف المجالات، كما تخرج على يديه العشرات من أبناء الصحافة المصرية، وكان معروفا عنه أنه لا يبخل بنصيحة أو توجيه للصحفيين الشباب، ما دفع الجميع إلى الاعتراف بأستاذيته، كما كان دافعا لأن تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعى

خلال الساعات الماضية، وفور انتشار خبر وفاته توالت كلمات الرثاء من مئات الصحفيين على اختلاف أجيالهم، وكان لافتا أن الكثيرين منهم لم يسبق لهم العمل معه بشكل مباشر، وإنما استفادوا من متابعة أعماله وتحقيقاته الصحفية. كان شفيق أحمد على، رحمه الله، أيضا نموذجا ومثالا لطهارة اليد وعفة اللسان، ونبل التصرفات والتمسك بالمهنية، وشهد له بذلك معاصروه وزملاؤه وتلاميذه، فيما وصفه نقيب الصحفيين يحيى قلاش بأنه «عاش يحلم بوطن حر، وصاحب قلم حوّله إلى مدفع ضد التطبيع والكيان الصهيونى».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة