حلت علينا أمس الذكرى السادسة والأربعون لحريق المسجد الأقصى المبارك، الذى حرقته أيدى الاحتلال الصهيونى الإسرائيلى الغادر فى 21 من أغسطس عام 1969، وحدث الحريق حين أقدم الأسترالى دينس مايكل الذى جاء إلى فلسطين بغرض الزيارة والسياحة، حيث أشعل النار فى الجناح الشرقى للمسجد القبلى الموجود فى الجهة الجنوبية، والتهم الحريق أجزاء مهمة منه .
مرت الأعوام والسنون ونحن نتذكر هذا الفعل الاجرامى الدنيء، وترى ونشاهد يوميا الممارسات الصهيونية التى تحاول "تهويد القدس " بشكل او بآخر، كذلك الحفريات التى تتم تحت المسجد الاقصى للعثور على "هيكل سليمان " الذى أثبت عدم وجوده فى هذا المكان، ولكن الغرض الاساسى هو هدم المسجد الاقصى وتغيير المعالم الحضارية والثقافية والاثرية والتاريخية للقدس، كل هذا والامة العربية تشاهد كل هذا ولاتتحرك ولاتنتفض لماذا ؟!
لاننا اصبحنا نتناحر ونتقاتل من اجل السلطة من اجل طمس الهوية العربية وحضارتها وتاريخها ودينها، لقد طفا على سطح الامة فى زماننا المعاصر كل انواع الارهاب والتطرف والافكار الدينية المتشددة التى لم نسمع عنها من قبل، ونبتت وازداد نموها وتكاثرها فى جموع الوطن العربى كل هذا تم بمساعدة امريكية صهيونية خالصة، وبهذا يكون اقتلاع الدول وجيوشها سهل جدا بدون إن تدخل اسرائيل او امريكا فى اى صراع مع العرب انفسهم .. فهنا يتم القتل والتدمير والحرق والتفجير باسم الاسلام او الثورة، يتم تجريف الحضارة والفن والتاريخ باسم الاسلام او الدين .. والدين منهم براء .
التصارع والتناحر والتخريب لن يؤدى إلى طريق الثورة او الحرية او الاستقلال، فسقوط الدول والمؤسسات العسكرية والامنية، يعتبر سقوطا للامة العربية باثرها، وها نحن نشاهد الماساة فى سوريا وما يحدث فيها هل ستعود سوريا مرة اخرى كما رايناها منذ اربع سنوات ؟!، والعراق اين هى ؟! فقد شتتها الاحتلال الامريكى وقسمها إلى ثلاثة دول بداخلها واستحل الارهاب والتطرف ويخرب ويقتل ولن تتوحد العراق مرة اخرى كما كانت قبل الاجتياح فى 2003 .
يا امة العرب علينا إن نفيق ونصحوا من هذه الغفلة، فالعدو الصهيونى هذا غرضه وهذا حلمه إن ينجر العرب إلى الحروب الاهلية ويتقاتلوا وتتفكك قواهم العسكرية والاجتماعية حتى يصلوا إلى مرادهم وهدفهم الاسمى فى احتلالنا، يا امة العرب المسجد الاقصى والقدس يتم تهويدهما ونحن نقف متفرجين ليس بايدينا إن نفعل شيئا نقف به تلك الممارسات الصهيونية، يجب علينا حماية اوطاننا وحضارتنا وتاريخنا وديننا من الاختطاف من التطرف من المغالاة حتى يتسنى لنا إن نتحرك مرة اخرى ونتكاتف سويا لعدونا الوحيد الاوحد وهو الاحتلال الصهيونى الاسرائيلى .
محمد حمادى يكتب: المسجد الأقصى والقدس يتم تهويدهما والعرب يتفرجون
السبت، 22 أغسطس 2015 04:02 م
المسجد الأقصى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
أين الفلسطينيين؟