خدعوك فقالوا إن هناك ما يسمى حفلات الصيف هذا العام، فهى حفلات تعطى فى ظاهرها انطباعًا بوجود رواج وانتعاش، لكن الواقع مغاير تمامًا من حيث الحضور والأسعار وطريقة التنفيذ والمنافسة والمنظمون وحتى المطربون أنفسهم، وبالفعل شهد الصيف حتى الآن حفلات لنجوم فى عالم الغناء، منهم راغب علامة، وهيفاء وهبى، ورامى عياش، وهشام عباس، وغيرهم، لكن الحقيقة أن هذه الأسماء اللامعة فى عالم الغناء إذا اتجهت لحضور حفلاتهم ستجدها «مينى حفلة»، لأن أغلب هذه الحفلات قد تكون بدون الفرقة الموسيقية للمطرب أو بعض منها، أو قد يوافق الفنان على الغناء play back أو minus one بمعنى أن «يحرك المطرب شفتاه» لإيهام الحضور بالغناء، وهنا يذهب المعنى الحقيقى للحفلة، حيث لا يوافق على ذلك مطربون آخرون لأنهم لا يعتبرون ذلك حفلات من أساسه ولا غناء وإنما وهم.
وأصبحت أرقام المبالغ التى يتقاضاها المطربون مثل «النكتة»، وكأنك تقف عند بائع الفاكهة والخضروات لـ«تفاصل» معه، والغريب أن بعض الفنانين يقبلون على أنفسهم هذا «الفصال»، ولكن بشكل يقلل منهم، فهناك من المطربين من يرضى بالغناء بأى حفل لمجرد الوجود، فيقوم بما يسمى «حرق أسعار»، وهذه نوعية، وهناك نوع آخر من الفنانين، وهم أصحاب الـ«بلاى باك» الذين يوافقون على تخفيض أجرهم لأنه لا يأتى بفرقته كاملة، وبالتالى لا يحصل على أجره كاملًا.
ومن الظواهر أيضًا انعدام سوق المنافسة، والدليل الأكبر على الحالة الرديئة التى وصلت إليها سوق الحفلات هو أنه غالبًا لا توجد سوى مجموعة حفلات تتبع جهة واحدة، وهذه الحفلات لا تهدف لربح، إنما هى حفلات دعاية لهذه الجهة، وليس هناك سبيل من إقامة أو صناعة حفل فى أى مكان آخر، خاصة منطقة الساحل الشمالى لأن الجمهور اختلف ذوقه، والرعاة تقلصوا فى الدخول فى هذه الحفلات، ومهما كان اسم النجم الذى يحيى الحفل الغنائى فإنه أمر أصبح يمثل مجازفة لصانعى هذه الحفلات، كما حدث فى حفلة ميريام فارس الأخيرة بالساحل الشمالى بمنطقة سيدى عبدالرحمن، والتى تردد أنها لم تحظ بالإقبال الجماهيرى المتوقع رغم شعبية ميريام المقبولة فى مصر إلى حد ما، حتى أن ميريام نفسها أرادت أن تنفى ذلك فوقعت فى خطأ كبير، وزادت الطين بلة عندما كتبت فى بيان رسمى لها على صفحة الـ«فيس بوك» أنها تحدت كل الظروف والتحذيرات من الإرهاب، واستهداف حفلات الساحل الشمالى لتغنى فى مصر، وهو أمر عار من الصحة، فالحياة فى مصر تسير بشكل طبيعى حاليًا، بل إن ما كتبته أغضب منها الجمهور المصرى لأنه كلام غير صحيح أرادت به ميريام أن تبرر إخفاق حفلتها.
بعض أصحاب الأماكن الراغبين فى إقامة حفلات غنائية لأى سبب أصبحوا يلجأون إلى البحث عن أى مطرب و«خلاص»، بمعنى مطرب لا يكلف الكثير مثل 10 أو 15 ألف جنيه يأخذهم فى يده ليمسك بـ الميكروفون ويغنى على CD أغانيه، وفى نفس الوقت يوافق هذا المطرب بكل سهولة تحت بند «أكل العيش»، وتأخذ هذه الحفلات شكل «الكافيهات» و«المولات» حيث جمهورها بالعشرات وليس بالكثير.
وقد رصدت «اليوم السابع» بعضًا من كواليس وأسرار حفلات الصيف الغنائية فى مصر، منها أن كلًا من النجوم هيفاء وهبى، ورامى عياش، ومايا دياب، وجو أشقر لم يتعدَ أجر كل واحد منهم 30 ألف دولار، ودخول هذه الأماكن يكون couple، وأحيانًا يشترط ملابس معينة، كما لوحظ أن إحدى الجهات التى تنظم حفلات بشكل أسبوعى فى الساحل يستحوذ على حفلاتها المطربون الرجال فقط، وممنوع على المطربات إحياؤها، وأن جميع حفلات الساحل تبدأ بعد منتصف الليل باستثناء الحفلات النهارية، أما الحضور الجماهيرى فهو متوسط باستثناء حفلة عمرو دياب التى أغلقت طريق الساحل الشمالى قبل الحفل بساعتين وبعده بساعتين.
وشهدت أيضًا حفلات الصيف عودة لفنانين قدامى تحت مسمى «نوستالجيا» كنوع من الموضة القديمة الجميلة التى عاش عليها أجيال هم أيضا نفس رواد هذه الأماكن والحفلات، فمثلًا غنى أحمد عدوية مع رامى عياش، وعادت فيفى عبدة لترقص بعد اعتزالها على أغنية مسلسلها «كيد النسا» وأغنية «أزأز كابوريا»، كما غنى كل من حسام حسنى الذى اشتهر بأغنيات «لولاش» و«البنات بتحبك» و«الدنيا حر» وغيرها مع المغنى الشعبى نجم أغنية «الأساتوك» حمدى بتشان، ومن الإيجابيات فى حفلات هذا الصيف استقطاب المطربين والمطربات الأجانب اللامعين، ومنهم المطربة الأمريكية NAYER التى غنت لأول مرة فى مصر وأيضًا المطربة Kelly roland.
ومن المقرر أن يشهد باقى الصيف حفلات لنجوم وفنانين آخرين، حيث تمتد إجازة هذا الصيف إلى عيد الأضحى المبارك.
كواليس حفلات الصيف فى مصر..النجوم يفاصلون فى أجورهم على طريقة بائعى "الفاكهة"..وانعدام المنافسة بعد ظهور مطربين "نص نص".."الهضبة" الأعلى حضورا.. NAYER وKELLY ROLAND مفاجأة الصيف..وفيفى عبده تعود للرقص
السبت، 22 أغسطس 2015 11:55 ص