عصام كرم الطوخى يكتب: الخروج من متاهة الضياع وأجواء الزيف

السبت، 22 أغسطس 2015 12:00 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: الخروج من متاهة الضياع وأجواء الزيف قلم وورقة- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يهزم إرادتنا ويشعرها بالوهن أنها فى بعض الأحيان تجدها مزدحمة بالميول الشريرة دون أن نشعر، والتى تخترق جدار الحماية الضعيف لنا من ثوابت ليست كافية، فتصيب النفس بالضعف والاستسلام لنداء اليأس وعدم الراحة فى الحياة، فالنفس الأمارة بالسوء تحتاج منا إلى جهد غير عادى فى تهذيبها وإصلاح ما فسد من أخلاقها ومثلها العليا، لابد من البحث عن قوة روحية ترغب فى تطهير نفسها لتدرك جمال الحياة، التى لم نحيها بعد.

سئل أحد الحكماء: "أى الأصحاب أبر وأوفى؟ قال: العمل الصالح. وسئل أيهم أضر وأبلى؟ قال: النفس والهوى.. قيل له: فأين المخرج؟ قال: فى سلوك المنهج.. قيل له: وفيم ذاك؟ قال: فى خلع الراحات وبذل المجهود".

حاول الخروج من متاهة الضياع وأجواء الزيف، وبريق الحياة غير الحقيقى لها من خداع وكذب.. وجميع أمراض القلب، واستمر فى البحث عن مخرج من شكليات الحياة، بأن تطهر روحك من جمود العبادة الجافة إلى يقين يبهرك، ويقربك من الله فهو الأقدر والأعلم بخلقه، وهو أعلم بالخلل الوظيفى الذى يصيبنا من الداخل، نتيجة عجزنا عن التصدى لآفات النفس والقلب.. قال حكيم: "إذا فشلت فى تحقيق مبادئك فغيّر أساليبك لا مبادئك، فالأشجار تغيّر أوراقها لا جذورها".

فمعظم ما تمر به أجسادنا من علل يرجع إلى خلل وظيفى فى أداء الجسم مما لا يجعلها تعمل بشكل طبيعى بسبب عوامل نفسية أو روحية.. وباكتشاف هذه العوامل مبكراً يعود الجسد كما كان، والأمراض الروحية فهى كثيرا ما ترهق العقل والقلب والفكر، والتى لا نشعر بها بسهولة، بل ويكون اكتشافها صعبًا كونها أمراضًا خبيثة وخطيرة.

كذلك المشاعر السلبية والاستسلام لها تضعف من مقاومة الجسم لأنها تولد الحزن والاستياء، مما نجد أنفسنا فى أغلب الحالات نشعر بحالة غير جيدة لا تسمح لنا بالتعلم واكتساب خبرات جديدة، لأن الثقة تتآكل بمرور الوقت، ونشعر بعدم الرغبة فى الإقدام على أى شىء كوننا نخاف من أى مخاطرة، بسب بعض التجارب السيئة، التى مررنا بها ونحشى تكرارها مرة أخرى، يقول فكتور هوغو: "الخوف ليس أن تموت .. الخوف هو أن لا تعيش حياتك.

والعكس المشاعر الإيجابية تقوى النفس بالقدرة على المقاومة وتصنع جدار حماية قادرا على التصدى لأى شىء يريد اختراق النفس ويضعفها، بل تهيئ لنا استقبال أى مؤشرات بصدر رحب وتعطينا مساحة من الفرصة لأن تعمل، كما يجب لذلك نجد من يستشعرون الحب فى حياتنا يحصدون نتائج إيجابية ورائعة، فالناس عندما يكونون فى حالة حب يكون لديهم نظم مناعية إيجابية فى بيئة يسودها الشفافية والتفاهم والرقى فى المعاملة.

يقول د. مصطفى محمود: "لو سألتم عن الحب أهو موجود وكيف نعثر عليه لقلت، نعم موجود، ولكنه نادر، وهو ثمرة توفيق إلهى وليس ثمرة اجتهاد شخصى وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلا جميلة أصلا، والجمال النفسى والخير هما المشكاة التى يخرج منها هذا الحب".

كذلك الأسر التى تعيش حياة هادئة فالأشخاص يتمتعون فيها بنجاحات وعلاقات اجتماعية طيبة حتى رفقة الصحبة الصالحة يكون لها تأثير كبير على حياتنا النفسية والجسدية حتى الأطفال عندما ينمون فى بيئة مريحة يكونون أقل تعرض للأمراض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة