المسجد الأقصى لم يكن فقط رمزًا من الرموز الدينية الإسلامية، بل كان مَعلَما دينيا يقبع فى إحدى البقاع الإسلامية الأكثر عرضة للتنكيل والاحتلال فى التاريخ، فوجوده فى القدس زهرة المدائن جعله يأتى بالآلام و الآمال لنفوس المسلمين حين يُذكَر.
خلفية تاريخية عن الحادث
21 أغسطس 1969.. تلك هى السنة التى نشب فيها الحريق فى المسجد الأقصى، وتحديداً فى الجناح الشرقى للمُصلى القبْلى الموجود فى الجهة الجنوبية للمسجد، إذ التهم الحريق الضخم كامل محتويات الجناح بما فى ذلك منبر صلاح الدين الأيوبى، ومسجد "عمر" المصنوع سقفه من الطين والجسور الخشبية، ومحراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر"، ومقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا"، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذى سقط على الأرض خلال الحريق، إلى جانب عمودين رئيسين مع القوس الحجرى الكبير بينهما تحت قبة المسجد، بالإضافة إلى القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها، وكذلك المحراب الرخامى الملون و الجدار الجنوبى وجميع التصفيح الرخامى الملون عليها.كما طال الحريق ثمان وأربعين نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الآشعة المباشرة إلى داخل المسجد، والجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة، ومطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية، إلى جانب تهديد الحريق لقبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة، والتى تُعبِر عن المسجد أينما تراها.
أسترالى ينفذ الحريق اعتقادًا أنه "مبعوث من الله" لإعادة بناء هيكل سليمان
نفذ الجريمة الأسترالى "مايكل دينس روهن" بدعوى أنه "مبعوث من الله" وأن ماقام به جاء وفقاً لأوامر إلهية حتى يتمكن يهود إسرائيل من إعادة بناء هيكل سليمان مكانه، إذ يؤمن اليهود بأن المسجد الأقصى يقع فوق أنقاض هيكل سليمان.
تم القبض على مايكل دينس روهن عقب قيامه بالجريمة من قِبَل الشرطة الإسرائيلية، وتم تقديمه إلى المحكمة، التى بعدم أهليته العقلية وأودعته مصحّاً عقلياً، وبعدها أقصته إسرائيل إلى أستراليا.
آثار الحادث على العرب
فجر الحادث ثورة عارمة بين أوساط مسلمى العالم، وأدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة فى الساحة الخارجية للمسجد الأقصى فى اليوم التالى للحريق، إلى جانب التظاهرات التى عمت القدس وجميع أنحاء بلاد المسلمين بعدها، إلى أن هدأت الأمور وعادت كما كانت.الأردن ترمم المسجد
وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق التى تعرض له المسجد الأقصى وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبى.وتم إجراء دراسات تاريخية وأثرية وهندسية قبل القيام بأى ترميم، ولذلك أعيد تشكيل لجنة الإعمار وأصبح لديها فريق فنى متكامل بدأ عمله فى مطلع عام 1970 وبعد أن اكتمل ترميم مسجد الأقصى حصلت لجنة الإعمار على جائزة الأغاخان العالمية على عملهم فى الترميم.
العرب يحيون ذكرى حريق الأقصى بـ"هاشتاج" بدلاً من الهتاف
تأتى الذكرى الرابعة والستون للحريق والتكنولوجيا تضرب بجذورها فى تربة شباب العرب، إذ اعتاد المسلمون والعرب من قبل أن يقوموا بتظاهرات احتجاجية ضد الكيان الصهيونى فى هذه الذكرى، أو إثارة قضية فلسطين دولياً، إلا أن الوضع تراجع للوراء ليصبح إحياء الذكرى بالـ"هاشتاج" على ماوقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، رافعين شعار "تغريدة بدلاً من هتاف".وفى هذا الشأن دشن رواد موقع "تويتر" هاشتاج "حريق المسجد الأقصى" و"المسجد الأقصى"، تزامناً مع ذكرى حريق المسجد، إذ قام نشطاء الموقع بذكر تاريخ الحادث ووقائعه، كما شاركوا بصورِ من الحريق توضح الآثار المدمرة له، إلى جانب مناداة البعض بشخذ الهمم لمواجهة العدو الصهيونى الذى تطاول على أحد أهم مقدسات المسلمين، فيما نشر البعض تصريحات منسوبة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية "جولدا مائير"، والتى عاصرت الحادث فى منصبها، قالت فيها نصا "عندما حرق المسجد الأقصى قالت جولدا مائير00 لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا من كل صوب لكنى عندما طلع الصباح ولم يحدث شىء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة"، داعين الله أن يأتى بالقائد صلاح الدين الأيوبى من جديد لينقذ ما يمكن إنقاذه.

















موضوعات متعلقة..
اليوم.. الذكرى الـ46 لحريق المسجد الأقصى وتدمير معالمه التاريخية