صبرى الديب

إيران.. ودعوات التقارب.. وغياب الشفافية

الجمعة، 21 أغسطس 2015 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أؤكد أن الدعوة التى وجهتها الجمهورية الإيرانية على لسان وزير خارجيتها جواد ظريف لإجراء حوار بناء مع دول الخليج الـ6، من أجل التوصل إلى إقامة علاقات مبنية على حسن الجوار، ينقصها كثير من (الشفافية والمصارحة) حتى لا تخرج كغيرها الدعوات الشفوية والتصريحات التى أطلقها عشرات المسئولين الإيرانيين خلال السنوات الأخيرة، والتى لا تخرج عن كونها تصريحات لا تحمل سوى محتواها، دون وجود موقف أو تحرك فاعل يبرهن على جدية تلك التصريحات.

وأستطيع القول، أنه بحكم اهتمامى بملف العلاقات العربية الاإرانية، وزيارتى لطهران فى بداية العام الحالى، واحتكاكى بشكل مباشر مع العديد من رموز الدين والسياسة هناك، فأننى أؤكد أن الدعوة الإيرانية قد افتقدت إلى المصارحة، لا لشىء سوى أن الواقع يقول: إيران لا تستهدف من دعوتها للحوار مع دول الخليج أيًا من دول (قطر أو الكويت أو عمان) .. أو حتى (الإمارات) التى لها خلاف ونزاع مباشر مع إيران الجزر الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى) التى تسيطر عليها إيران منذ عام 1971.. خاصة أن لطهران علاقات مباشرة مع تلك الدول، والإمارات تحديدًا.

وكان الأولى بالجانب الإيرانى أن يعلن وبصراحة أن الحوار يستهدف فقط (السعودية، والبحرين) لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتان لهما خلاف مباشر ومعلن مع الدولة الفارسية، وتضعهما إيران مع (مصر) كهدف إستراتيجى فى علاقاتها بدول العربية، بعد أن أصبح لها اليد الطولى واللعب الأكبر والمحرك الرئيسى لمجريات الأحداث فى كل من (العراق وسوريا واليمن ولبنان).

فبعيدًا عن كل المجاملات والعبارات البراقة التى يستخدمها السياسيون، لا يخفى على الجميع العداء الواضح على المستوى المذهبى والسياسى بين السعودية وإيران، وأن ما يدور فى اليمن من مواجهات، والقلاقل التى يحدثها الشيعة فى المنطقة الشرقية فى المملكة، خاصة فى مدينتى (القطيف والإحساء) هو صورة مجسدة وغير معلنة للصراع بين الدولتين، والذى اعتقد أنه من الصعب حله بدعوى على الهامش مثل الذى دعت إليه طهران.
وهو ذات الحال بالنسبة للبحرين التى تعتبر أن الدعم الإيرانى للشيعة بها يعد أكبر المشكلات والقلاقل التى تعانى منها الدولة، وهى أيضًا قضية شائكة ومعقدة من المستحيل حلها بمثل دعوة (ظريف).
أما فى حالة تخطى الحوار مع دول الخليج، وامتداده للعلاقات المصرية الإيرانية، وموقف كل قادة مصر بدءًا من السادات ومرورًا بمبارك وانتهاء بالسيسى، من رفض تطبيع العلاقات مع الدولة الفارسية، منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخومينى فى عام 1979، باستثناء مواقف محددة فى عهد مرسى".

فإننى أؤكد، أنه لا نجاح لأى اتجاه أو جهود إيرانية نحو مصر دون أن تبدأ إيران بمواقف واضحة فى قضايا بعينها، أعتقد أنه من المستحل أن تقدم إيران على تنفيذ أو إعلان موقف واضح فى أى منها أهمها توقف إيران عن التدخل المباشر فى شئون (سوريا، والعراق، واليمن، والبحرين، ولبنان) والتى أصبحت لإيران اليد الطولى والمحرك الأول فى كل الأحداث غير الطبيعية فيها.. وهو ما ترفضه مصر وتعتبره تدخلاً سافرًا فى شئون دول شقيقة أدى بشكل مباشر إلى تدهور الأوضاع فيها بشكل كبير .

إلى جانب بدء إيران وعلى الفور فى مفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات العربية الشقيقة حول الجزر الثلاث التى تسيطر إيران عليها بشكل كامل منذ عام 1971.. مع وقف إيران لكل أشكال نشر التشيع فى مصر وتغير اسم شارع (خالد الإسلامبولى) قاتل الرئيس أنور السادات والذى أطلقته إيران منذ سنوات على أكبر شوارع العاصمة الإيرانية طهران.

فى تقديرى الشخصى أنه على الرغم من الهالة التى أحاطها الإيرانيون بالدعوة للحوار مع دول الخليج، والتى عززها وزير الخارجية الايرانى محمد جواد "ظريف" بمقال خاطب فيه العرب، يحمل عنوان (الجار ثم الدار) ــ لم يقل محتواه عن اسم كاتبه ــ دعا خلاله إلى البحث عن آليات تساعد كل بلدان المنطقة على إزالة جذور التوتر وغياب الثقة.. إلا أننى أؤكد أن كل هذه الدعوات والتصريحات جميعها لم تخرج حتى الآن عن كونها (كلام مرسل) لم ولن يتحقق على أرض الواقع دون أن تقدم إيران إزالة كل التخوفات التى يبديها العرب والمصريين، وهو أمر أعتقد أنه مستحل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة